كلنا شرق < الرئيسية

وزير الطاقة والنفط السوداني: نحرص على استمرار العلاقة الإستراتيجية بين السودان والصين

: مشاركة
2024-12-16 14:27:00 الصين اليوم:Source نان بي باو:Author

احتضنت شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي بغربي الصين الدورة التاسعة للمعرض الدولي لمعدات النفط والغاز خلال الفترة من السابع إلى التاسع من نوفمبر عام 2024، بحضور 141 شركة صينية وأجنبية وأكثر من 430 مشتريا أجنبيا وأكثر من ألفي زائر متخصص من داخل الصين وخارجها. ((الصين اليوم)) أجرت مقابلة خاصة مع وزير الطاقة والنفط السوداني محي الدين نعيم محمد سعيد، الذي حضر هذه الدورة من المعرض، حيث أعرب عن تفاؤله بمستقبل التعاون النفطي المشرق بين السودان والصين.

((الصين اليوم)): يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية السودان. نود أن تستعرض معاليكم مسيرة هذه العلاقات والإنجازات التي حققها البلدان خلال تلك السنوات؟

الوزير: العلاقات السودانية- الصينية علاقات قديمة، بدأت منذ ما قبل استقلال السودان. وكان التبادل الثقافي الذي نشأ في عهد الرئيس جعفر النميري يلعب دورا كبيرا في بناء قاعدة الصداقة بين الدولتين، حيث تلقى مجموعة من الأطفال السودانيين الذين لديهم موهبة في فنون الأكروبات التدريبات المتخصصة في الصين، وشكلوا أول فرقة استعراضية على النمط الصيني في أفريقيا.

ويعتقد السودانيون أن الصين دولة كبيرة ومدخل ثقافي بدون التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وازدهرت العلاقة الاقتصادية بين السودان والصين خلال فترة حكومة الإنقاذ وأصبح السودان بوابة أفريقيا المهمة للحركات الاقتصادية مع الصين بعد أن دخلت كثير من الشركات الصينية إلى السودان وأكبرها شركة البترول الوطنية الصينية (شركة CNPC) التي استثمرت في النفط وبنت المنشآت النفطية مثل خطوط الأنابيب والمستودعات ومحطات استلام النفط ومحركات نقله، وكلها بإمكانيات صينية بشرية وتقنية. يعد مشروع مصفاة الخرطوم واحدا من المشروعات التعاونية المربحة بين الجانبين. وبفضل هذه العلاقة، حقق السودان تطورا كبيرا، بينما اكتسبت شركة CNPC الثقة أيضا. وبشكل إجمالي، تعد العلاقة بين السودان والصين على مدار خمسة وستين عاما، نموذجا كبيرا للعلاقة المستقرة ولم تشهد أي تدخل في الشؤون الداخلية للجانب الآخر.

((الصين اليوم)): التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، أثناء قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي التي استضافتها بكين في سبتمبر هذا العام، وأعرب الرئيس شي عن استعداد الصين للعمل مع السودان لتعزيز التنمية المطردة لشراكتهما الإستراتيجية. ما هي آفاق التعاون المرتقبة بين البلدين خلال الفترة المقبلة؟

 الوزير: حضر الرئيس عبد الفتاح البرهان قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي والتقى مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وزار شركة CNPC لأول مرة في سبتمبر الماضي، الأمر الذي يدل على الاقتراب من نهاية الحرب في السودان والاستشراف باستئناف النهضة بعد الحرب. حضرنا في هذه الأيام الدورة التاسعة للمعرض الدولي لمعدات النفط والغاز في مدينة شيآن وتم توقيع الاتفاقيات الجدية مع الأطراف الصينية المعنية بشأن العمل بعد الحرب. قال الرئيس البرهان خلال لقائه مع الرئيس الصيني إن العلاقة الاقتصادية بين الدولتين علاقة إستراتيجية، متبادلة المنافع ونموذجية. لذا، نحرص على دفع العلاقة الحميمة مع الصين قدما ومواصلة الرحلة لما بعد الحرب. نركز حاليا على تسديد الديون للصين من خلال الآليات المتعددة بالتعاون مع الشركات الصينية. وشدد الرئيس البرهان على ذلك، مما ساعد على تذليل العائق في هذا المجال. وقد نجحنا في إصلاح خط الأنابيب في الجنوب لإعادة ضخ النفط. بالإضافة إلى ذلك، عقدنا الاجتماع المشترك مع الفريق الفني الصيني ووقعنا اتفاقية إعادة الضخ في الجنوب، الأمر الذي أكد على التزامات الحكومة السودانية أيضا.

((الصين اليوم)): يرجع تاريخ التعاون بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية السودان في مجال النفط إلى تسعينات القرن العشرين، وحقق نتائج مثمرة للبلدين وشعبيهما. ما هي أبرز محطات وإنجازات هذا التعاون، وكيف ساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين؟

الوزير: بدأ التعاون بين السودان والصين في مجال النفط بمجموعة النيل الكبرى في منتصف تسعينات القرن الماضي، قبل تقسيم السودان. بعد ذلك، وقع السودان والشركة الصينية اتفاقية قسمة استكشاف وإنتاج النفط (EPSA). كانت هذه الاتفاقية مثمرة لكل من السودان والصين في آن واحد. حيث تعاوننا في إنشاء مصفاة الخرطوم. كما عملنا على إنشاء المنشآت النفطية المعنية، منها خطا الأنابيب الممتدان حتى ميناء السودان. وبعد الانقسام في عام 2011، ظل إنتاج النفط للشركات الصينية يجري بصورة سليمة.

نرى أن التعاون مع الشركة الصينية ناجح للغاية. وفي الوقت الراهن، نسعى لمواصلة التعاون مع الشركات الصينية. نملك النفط في باطن الصحراء والمنشآت النفطية وخطوط الأنابيب. وأهم من ذلك، نملك الخبراء السودانيين الذين تلقوا تدريبات في الصين وتعلموا من الزملاء الصينيين. ومن ثم، لدينا إمكانيات كبيرة في صناعة النفط وإدارته وتصفيته ونقله وتسويقه. نعتبر أن التعاون بين السودان والشركة الصينية نموذج للآخرين. لذلك، نحرص على استمرار العلاقة الإستراتيجية بين الدولتين وتحقيق مزيد من الإنجازات في المستقبل.

((الصين اليوم)): خلال زيارتكم للصين في شهر نوفمبر 2024، شاركتم في الدورة التاسعة للمعرض الدولي لمعدات النفط والغاز بمدينة شيآن، كما قمتم بزيارة بعض الشركات الصينية العاملة في مجال النفط. كيف رأيتم التطور الذي حققته الشركات الصينية في التقنيات الخاصة بالتنقيب والتقييس والحفر، وما هي آفاق تعاون الشركات السودانية معها؟

الوزير: قمنا بزيارة الشركات المختلفة في الصناعة النفطية وكذلك حضور الدورة التاسعة للمعرض الدولي لمعدات النفط والغاز خلال هذه الأيام في الصين. ووجدنا أن الصين أحرزت تطورا كبيرا في هذه الصناعة والأدوات المعنية. وفي الوقت ذاته، تبادلنا وجهات النظر مع المسؤولين الصينيين في تلك الشركات ووقعنا اتفاقية إطارية مع معهد تشينغهاي للبحوث والتصميمات الكيميائية بشأن إنشاء مصفاة جديدة في السودان، ما يمثل فألا حسنا وخطوة جدية لمواصلة تطوير التعاون الاقتصادي بين الشركات السودانية والشركات الصينية.

((الصين اليوم)): نحن نعلم أن السودان يواجه تحديات في الوقت الراهن، فما هي الفرص الاستثمارية المتاحة للشركات الصينية في جمهورية السودان؟ وهل تم التوصل إلى تفاهمات أو اتفاقيات بين الجانبين الصيني والسوداني في هذا الشأن؟

الوزير: حاليا، نخطط لما بعد الحرب، مثل تقييم تأثيرات الحرب على المنشآت النفطية المبنية بالخبرات الصينية. وقد التقينا مع الشركات الصينية لاستئناف الأعمال ذات الصلة، مثل مصفاة الخرطوم. ستقوم الشركات الصينية بفحص المنشآت وتقييم الخسائر قبل استئناف العمل مجددا. لدينا خطوط الأنابيب، ومنها خط الجنوب الذي استأنف العمل الآن، وخط آخر لشركة بتكو وهو يسير بصورة جيدة. نطلب من الشركات الصينية المعنية أن تقوم بعمل فحص لهذه الخطوط وتغيير بعض التقنيات القديمة بالجديدة، وتقديم تقرير لنضمن تشغيل هذه المنظومات بشكل طبيعي عندما نبدأ في العمل سويا.

((الصين اليوم)): أخيرا، نود أن توجه كلمة إلى قراء مجلة ((الصين اليوم))، وخاصة في جمهورية السودان، والذين تحرص ((الصين اليوم)) على التواصل والتفاعل معهم دائما. 

الوزير: نقول إننا حريصون على التعامل مع الصين لأننا نثق ببعضنا البعض. يتميز التعاون الاقتصادي بين السودان والصين بأنه تعاون مهني وواضح وموضوعي ومتبادل المنافع وليس له أي أهداف سياسية، فهو يختلف عن التعامل مع الدول الغربية. فنتطلع إلى النهضة الثانية للسودان والازدهار الأكبر للتعاون بين السودان والصين.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4