كلنا شرق < الرئيسية

فن الخط الصيني في الإمارات وقطر

: مشاركة
2025-05-16 16:10:00 :Source جين ري:Author

أقيم في الفترة من 29 إبريل إلى الأول من مايو عام 2025، معرض "الملتقى الصيني- الإماراتي لفن الخط" تحت شعار "جمال مقاطع الكتابة الصينية" في مكتبة محمد بن راشد في دبي بالإمارات. نظمت هذا المعرض جمعية الخطاطين الصينيين ومركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا (دار مجلة "الصين اليوم")، برعاية الاتحاد الصيني للأوساط الأدبية والفنية والمجموعة الصينية للإعلام الدولي، وبدعم كل من سفارة الصين لدى الإمارات والقنصلية العامة للصين في دبي والمركز الثقافي الصيني في الإمارات. حضر حفل افتتاح المعرض أكثر من ستين فنانا من الصين والإمارات ومصر وسوريا وإيران والهند، بالإضافة إلى مثقفين وإعلاميين وباحثين وشخصيات فنية.

في كلمته بحفل الافتتاح، قال السيد ليو دا وي، نائب رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي، إن الخط الصيني يركز على المقاطع الصينية ويظهر فهم الصينيين الفريد للعالم والحياة والعلاقة بين الإنسان والطبيعة، بينما يعتمد الخط العربي على الأبجدية العربية، ويحمل في طياته إيمانا دينيا عميقا، وتأملا فلسفيا، وسعيا جماليا. على الرغم من الاختلاف الكبير بين اللغتين الصينية والعربية، فإنهما يتشابهان بشكل مذهل في التعبير عن الأفكار من خلال جمال الخط. وأضاف: "هذا المعرض خطوة مهمة في تنفيذ مبادرة ’الحضارة العالمية‘ وتعميق الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية. تلتزم المجموعة الصينية للإعلام الدولي دائما بتعزيز التبادلات في اللغة والثقافة والفكر بين الصين والدول العربية، وتسعى بنشاط لبناء منصات التواصل بين الشعب الصيني وشعوب الدول العربية. تحرص المجموعة على تعزيز التعاون مع العديد من المؤسسات الثقافية والفنية العربية، ومراكز الفكر والجامعات في الدول العربية، لإطلاق المزيد من المشروعات الثقافية المتنوعة والمؤثرة، وتعميق الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية إلى مستوى أعلى، مما يساهم في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية."

وقالت القنصل العام للصين لدى دبي، السيدة أو بوه تشيان: "يمثل الخط الصيني درة حضارة ممتدة لآلاف السنين، ويجمع بين الفلسفة والجماليات والروح الإنسانية. إن الصداقة بين الصين والدول العربية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ. اليوم، في إطار كتابة فصل جديد من البناء المشترك لـ’الحزام والطريق‘، أصبح التبادل الثقافي جسرا مهما يربط بين قلوب الشعبين الصيني والإماراتي. إن معرض فن الخط هذا يعد تجربة حية لتعميق فهم روح طريق الحرير وتعزيز التبادل الحضاري المتبادل بين الصين والعالم العربي. تبادل الخطاطون من الصين والإمارات وغيرهما من الدول خبرات ومهارات وعرضوا أعمالهم، مما أتاح فرصة رائعة لأبناء دبي لاستكشاف سحر فن الخط الصيني والتعرف على الحضارة الصينية العريقة."

من جانبه، قال الأديب محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد: "حرصنا منذ افتتاح المكتبة على أن تكون منصة نابضة لتبادل الثقافات والاستمتاع بكل أشكال الفنون. إن الثقافة العربية والثقافة الصينية تلتقيان في العديد من النقاط المشتركة، إذ لكل منهما امتداد تاريخي عميق، يمتد لآلاف السنين، ما يضفي على الفكر والفن عمقا حضاريا فريدا. صحيح أننا لم ننفتح بشكل كبير على الصين إلا خلال العقدين أو الثلاثة الأخيرة، حيث كانت معظم رحلاتنا الثقافية والفكرية موجهة نحو العالم الغربي، خصوصا أوروبا، إلا أن اللحظة الصينية الكبرى التي بدأت قبل نحو ثلاثين عاما، والتي شهدت إنجازات مبهرة في مجالات التكنولوجيا والصناعة والإبداع، دفعت العالم لإعادة النظر في الصين كمصدر إلهام حضاري وثقافي." وأعرب المر عن أمله في تعزيز التواصل المباشر بين الجانبين الصيني والعربي في مجالات فن الخط والترجمة والنشر، وتعميق التفاهم المتبادل والمودة بين شعوبهما في المستقبل.

وأكد السيد لي شين، نائب رئيس جمعية الخطاطين الصينيين، على أن الكتابة وسيلة مهمة للتعبير عن المشاعر الإنسانية. يرجع تاريخ الفن الخط الصيني إلى ما قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، وفي عام 2009 أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي العالمي. فهو ممثل بارز للثقافة الصينية التقليدية الممتازة، وكنز ثمين للحضارة الإنسانية جمعاء. ترغب جمعية الخطاطين الصينيين في إيجاد نقاط التلاقي الثقافي ونقاط المشاعر المشتركة مع الخطاطين في الإمارات والدول العربية الأخرى، وذلك ومن خلال تنظيم مزيد من الفعاليات المتنوعة في سبيل بناء جسور تواصل ومحبة بين الشعوب، وإبراز السحر الفريد لفن الخط، وتعزيز التبادل الحضاري بين الصين والدول العربية."

وقال السيد خالد الجلاف، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة: "إنه لدى الحديث عن أقدم الخطوط في العالم، فإن الصين تبقى من الدول التي حافظت على هذا التراث، إذ يعود فن الخط لديها إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، وعلى الرغم من كل التقنيات التي تنتجها الصين، وتحديدا تقنيات الكتابة، فإن شعب هذا البلد لم ينس أنه يمتلك إرثا عظيما، وحافظ عليه." وأضاف: "هذا المعرض يبرز الثقافة والفنون بوصفهما أدوات رئيسية لتعزيز الحوار الحضاري والتواصل الإنساني. إن العلاقات الثقافية مع الصين تشكل امتدادا حيويا لإستراتيجية الدولة التي تقوم على توطيد جسور التفاهم مع الشعوب، وتعزيز قيم التسامح والانفتاح." وأعرب عن تطلع جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة إلى تعزيز التعاون والتبادل مع جمعية الخطاطين الصينيين والمنظمات المعنية في المستقبل، وتنظيم المزيد من زيارات الفنانين الإماراتيين إلى الصين للدراسة والتبادل، وتشجيع تبادل المهارات والخبرات بين الخطاطين من كلا الجانبين.

تضمن المعرض سلسلة من الفعاليات الثقافية، من أجل تعزيز التبادل المعرفي والفني بين المشاركين واستكشاف جماليات الخط الصيني والخط العربي.

جدير بالذكر أن العاصمة القطرية الدوحة احتضنت، في الفترة من الثالث والعشرين إلى السايع والعشرين من إبريل 2025، معرض "حوار الحروف بين الصين وقطر" الذي أقيم بالتعاون بين جمعية الخطاطين الصينيين ومركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا (دار مجلة "الصين اليوم") والمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، بدعم من سفارة الصين لدى قطر. وقد حضر مراسم افتتاح المعرض كل من السيد تساو شياو لين سفير الصين لدى قطر، والسيد لي شين نائب رئيس جمعية الخطاطين الصينيين والسيد خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام كتارا، وعدد من أعضاء السفارة الصينية والمسؤولين في كتارا وعدد من الخطاطين الصينيين والقطريين. ضم هذا المعرض أكثر من خمسين عملا فنيا رائعا لأكثر من ثلاثين خطاطا كبيرا من الصين وقطر، وقد زاره عدد كبير من السكان المحليين وأبدوا إعجابهم الكبير به.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4