كلنا شرق < الرئيسية

تعاون الصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في إطار مبادرة "الأمن العالمي"

: مشاركة
2025-05-16 16:15:00 :Source بنغ تشو يون ونان بي باو:Author

أقيمت في الثلاثين من إبريل 2025 بالعاصمة الإماراتية أبوظبي ندوة "التعاون بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في إطار مبادرة ’الأمن العالمي‘"، برعاية المجموعة الصينية للإعلام الدولي، وبتنظيم مشترك من مركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا (دار مجلة "الصين اليوم") ودار النشر باللغات الأجنبية التابعتين للمجموعة الصينية للإعلام الدولي، ومركز تريندز للبحوث والاستشارات في الإمارات.

حضر الندوة السيد أحمد السعداوي، القائم بالأعمال الإماراتي الأسبق في الصين، وأكثر من مائة مشارك من نخبة الأكاديميين وممثلي الإعلام والنشر من الصين والدول العربية. وألقى كلمات مهمة كل من السيد ليو دا وي، نائب رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي، والسيد تشانغ يي مينغ، سفير الصين لدى الإمارات، والسيد محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات. وأدار الندوة السيد لي وو تشو، نائب مدير مركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا.

أكد السيد ليو دا وي أن منطقة الشرق الأوسط تمثل ركيزة أساسية في الهيكل الأمني العالمي، ومحورا حاسما في عملية تحويل نظام الحوكمة العالمية، مشددا على أن الصين تدعو دائما إلى أن يكون لأبناء المنطقة الحق في التعامل مع شؤونهم، بعيدا عن التدخلات الخارجية التي يجب أن تضخ طاقة إيجابية لصالح السلام.

وأشار إلى أن موضوع الندوة يحمل دلالات واقعية واستشرافية، حيث تركز على سبل التعاون الصيني- العربي ضمن إطار مبادرة "الأمن العالمي" التي طرحتها الصين. وأضاف أن المجموعة الصينية للإعلام الدولي تولي اهتماما بالغا لتعزيز التفاهم بين الحضارات من خلال التبادل الأكاديمي، وبناء الثقة المتبادلة من خلال النشر والإعلام. وأوضح ليو أن التعاون الطويل الأمد بين مركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا ومركز تريندز أتاح للشعوب في منطقة الشرق الأوسط نافذة لفهم الصين بعمق، وفي الوقت ذاته أتاح للجمهور الصيني فرصة للتعرف على قضايا الشرق الأوسط من منظور واقعي. وأعرب عن تطلعه لمزيد من التعاون مع مراكز الفكر والمؤسسات الإعلامية والنشر في الدول العربية، في مجالات بحث القضايا المهمة، والتبادل بين الباحثين الشباب، والنشر والتوزيع المشتركين.

من جانبه، أشار السفير تشانغ يي مينغ إلى أن مبادرة "الأمن العالمي" بدأت خلال السنوات الثلاث الماضية تؤتي ثمارها في منطقة الشرق الأوسط، وأسهمت في معالجة عدد من الأزمات المزمنة. ومن أبرز تجلياتها، وساطة الصين للمصالحة التاريخية بين السعودية وإيران، وهو ما يمثل نموذجا عمليا ناجحا لتطبيق المبادرة في المنطقة.

وأكد السفير الصيني أن الجهود الصينية لم تتوقف عند ذلك، بل تجلت في العام الماضي في دعوة 14 فصيلا فلسطينيا إلى بكين، حيث تم التوصل إلى ((إعلان بكين))، الذي يعد محطة تاريخية مهمة في مسار قضية تحرير فلسطين. وقال إن هذه التطورات تعكس إدراكا متزايدا لدى دول المنطقة بأن أمن أي دولة لا يمكن أن يتحقق على حساب انعدام أمن دولة أخرى، وأن السبيل الأمثل لمواجهة التحديات هو عبر التضامن والاستقلال الإستراتيجي، والالتزام بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام.

وفي كلمته الترحيبية، شدد السيد محمد عبد الله العلي على أن منطقة الشرق الأوسط، بصفتها من أكثر المناطق توترا في العالم، لا تزال تعاني من أزمات متشابكة وصراعات مزمنة. ورأى أن مبادرة "الأمن العالمي" تتماشى بشكل وثيق مع تطلعات دول المنطقة إلى الأمن والاستقرار. وأضاف أن الصين تطرح مسارات حل تقوم على الحوار والتشاور، واحترام سيادة الدول وحقها في التنمية، وهو ما يجعل من هذا النموذج حاجة ملحة في عصر تتكاثر فيه التحديات الأمنية المعقدة. كما أكد أن العلاقات الاقتصادية المتينة التي أرستها الصين مع الدول العربية في إطار مبادرة "الحزام والطريق" توفر أساسا صلبا لتوسيع التعاون في مجال الأمن. وأوضح أن هذه الندوة تمثل محطة مهمة في تعميق الحوار الأمني الصيني- العربي، من خلال إغناء الإطارين النظري والتطبيقي لهذا التعاون، وتعزيز جهود دول "الجنوب العالمي" في بناء منظومة حوكمة عادلة ومتوازنة، بما يخدم السلام والاستقرار للأجيال القادمة.

وخلال جلسات النقاش، قدم سبعة من الباحثين والخبراء والناشرين والمترجمين من الصين والإمارات ومصر مداخلات قيمة، وهم: البروفيسور يه بي قوي من جامعة العاصمة للمعلمين، والسيدة سارة النيادي، الباحثة الرئيسية في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، والبروفيسور تشاي شاو جين من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة، والسيدة شما القطبة الباحثة في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، والسيدة تساي لي لي، رئيسة تحرير قسم اللغة الصينية في دار النشر باللغات الأجنبية، والسيد أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة بمصر؛ والسيدة جيانغ لي لي، مديرة قسم اللغة الفرنسية في دار النشر باللغات الأجنبية في الصين.

وأجمع المشاركون في الندوة على أن مبادرة "الأمن العالمي" تمثل كسرا للأنماط التقليدية المستمدة من عقلية الحرب الباردة، إذ تفتح آفاقا جديدة للحوار الثقافي، وتوفر إطارا مبتكرا للتعاون الأمني على المستوى الدولي. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات في عام 1984، شهد التعاون الثنائي تطورا ملحوظا في مجالات الحوكمة الإقليمية، لا سيما في قضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة العابرة للحدود وأمن الطاقة، فضلا عن التنسيق المستمر في مجالات أمن المعلومات وأمن الممرات المائية والأمن الغذائي، بما أسهم في بناء نموذج متعدد المستويات من التعاون الأمني المثمر. وأكدوا أن مبادرة "الأمن العالمي" لا تمثل مجرد تحديث لإطار التعاون الأمني، بل تجسد تحولا عميقا في مفاهيم الأمن نفسها، كما شددوا على أن تحقيق الأهداف المستقبلية لمبادرة "الأمن العالمي" لا يمكن أن يتم من دون إشراك الشباب، الذين لا ينبغي اعتبارهم مستفيدين من بيئة آمنة فحسب، وإنما أيضا شركاء فاعلون في صياغة مستقبل الأمن المشترك للبشرية.

وفي هذا السياق، دعا المشاركون إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الترجمة والنشر والتوزيع، باعتبارها أدوات حيوية لتقريب وجهات النظر، وكسر الصور النمطية، وتعزيز التفاهم المتبادل. وأكدوا أن الحوار الثقافي وتبادل الأفكار يشكلان محطة أساسية لإقامة نظام الأمن العالمي العادل، والمتسامح والمستدام، والذي يسهم فيه الجميع ويعود بالنفع على الأجيال القادمة.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4