19 أبريل 2022 / شبكة الصين / أعرب رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ مؤخرا عن أمله في ألا تصف الولايات المتحدة النزاع الروسي الأوكراني بأنه حرب بين دولة "ديمقراطية" وأخرى "استبدادية"، كما أنها لن تعزل الصين بسبب هذا الصراع وتجعل العلاقة المتوترة بينهما بالفعل "معقدة".
ويتضح من حديث لي هسين لونغ مع وسيلة إعلام أمريكية، أنه بالإضافة إلى المعسكرات "الغربية" و"غير الغربية" التي تعلن عنها الولايات المتحدة، هناك بالفعل العديد من الدول التي لديها فهم مختلف للصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وفيما يتعلق بالصراع بين روسيا وأوكرانيا، فقد أعلنت الصين عن موقفها مرارا وتكرارا. فخلال مكالمة الفيديو مع الرئيس الأمريكي بايدن، أكد الرئيس شي جين بينغ أنه "يجب على جميع الأطراف دعم الحوار والمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بشكل مشترك، والتوصل إلى نتيجة وسلام، كما يتعين على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إجراء حوار مع روسيا لحل القضية الأوكرانية، ومعالجة المخاوف الأمنية لكل من روسيا وأوكرانيا".
ومع ذلك، فقد واصلت الولايات المتحدة بث معلومات كاذبة، وحاولت عزل الصين عن المجتمع الدولي، وبالتالي اختلقت أعذارا لقمع الصين. ففي 13 مارس، زعم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في مقابلة مع CNN أن الولايات المتحدة تعتقد أن بكين علمت مسبقا بخطط روسيا شن عمل عسكري ضد أوكرانيا، لكنها لم تتلقى التفاصيل. كما وجهت الإدارة الأمريكية "تحذيرا" بشأن "المساعدة" الصينية المحتملة لروسيا، معتبرة أنها ستجلب "عواقب وخيمة".
وفي هذا الصدد، رد تشين قانغ، السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، بأن البيان المذكور أعلاه من قبل الولايات المتحدة كان فقط لإلقاء اللوم على الصين وسكب "مياه قذرة" على الصين؛ وإذا كانت الصين على علم مسبق بالتحركات كما تدعي الإدارة الأمريكية، فكانت ستبذل قصارى جهدها لإيقافها.
وإضافة إلى ذلك، طلب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مرارا من الصين "احترام مبادئ السيادة الوطنية وسلامة الأراضي"، قائلا "يجب على الصين الالتزام بحث روسيا على تقديم تنازلات بشأن القضية الأوكرانية".
وفي هذا الصدد، دحض المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية أنه فيما يتعلق بمسألة احترام السيادة الوطنية وسلامة أراضيها، قد لا يكون للولايات المتحدة الحق في إخبار الصين بما يجب أن تفعله. وحتى يومنا هذا، لا تزال الصين تواجه تهديدا حقيقيا من الولايات المتحدة، مع العديد من حلفائها المزعومين، حيث تتدخل في الشؤون الداخلية للصين خصوصا في القضايا المتعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ وتايوان، مما يقوض سيادة الصين وأمنها.
وجدير بالذكر أن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ نوه خلال قمة الناتو صراحة عن حاجة الحلف لمواجهة "التهديد الصيني"، مما يدل على أن نية الولايات المتحدة في عزل وقمع الصين بحجة الصراع بين روسيا وأوكرانيا قد تم نقلها إلى الناتو.
وإضافة إلى ذلك، وضع ستولتنبرغ الأساس لخطط الحلف المستقبلية لزيادة القوات وتعزيز القدرات القتالية بحلول يونيو. ولا شك في أن العدو الوهمي هو روسيا وربما الصين أيضا.
وتراجعت العلاقات الصينية الأمريكية الحالية إلى الحضيض، والسبب الأساسي هو أنه بعد تولي بايدن منصبه، واصل سياسة "الحرب الباردة الجديدة" تجاه الصين التي أطلقها سلفه ترامب، مما أدى إلى علاقة بين البلدين لا رجوع فيها.
وتظهر مخاوف لي هسين لونغ أن العديد من دول آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك سنغافورة، قد أدركت أن العلاقات الصينية الأمريكية سيكون لها تأثير سلبي كبير على السلام والتنمية في المنطقة. ومع ذلك، نظرا لاحتياجات السياسة الداخلية، فإن إدارة بايدن تؤكد على "اللاءات الأربعة وواحدة غير مقصودة" (لا سعي إلى حرب باردة جديدة، ولا سعي إلى تغيير النظام السياسي في الصين، ولا سعي إلى تعزيز تحالفات ضد الصين، ولا سعي لدعم استقلال تايوان، وليس لديها نية لخوض صراع ومواجهة الصين).
ولكن من ناحية أخرى، فقد صعدت الولايات المتحدة من لعبة الشطرنج في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في محاولة لاحتواء تنمية الصين. ومع ذلك، فإن طريق التنمية السلمية للصين لا يمكن إيقافه بأي شخص أو بأي قوة.