أخبار < الرئيسية

نحن نهتم بكل ورقة على كل غصن

-- تعليق على كتاب ((شي جين بينغ.. احترام حقوق الإنسان وضمانها))

: مشاركة
2023-11-29 17:59:00 الصين اليوم:Source روبرت وولكر:Author

في الحياة، نتمنى لأنفسنا ولمَنْ نحبهم أن يتمكنوا من نيل حقوق الإنسان.

تكمن حكمة ((الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)) الذي تبنته الأمم المتحدة في عام 1948، وشارك في صياغة مسودته الدبلوماسي الصيني تشانغ بنغ تشون، في جعل كل الأشخاص بمَنْ فيهم أعداؤنا المحتملون يتمتعون بالكرامة والعدالة والحرية والسلام.

المادة الأولى لهذا الإعلان مفعمة بالحكمة الصينية، ألا وهي: "يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء." وتعكس المواد الأخرى للإعلان الأفكار الصينية أيضا.

كان السيد تشانغ بنغ تشون نائب رئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، واعتقد الآخرون، حتى الذين لم يوافقوا عليه، أنه "وفّر الاعتماد الفلسفي للإعلان". استفاد تشانغ بنغ تشون من أفكار كونفوشيوس ومنشيوس، وقال إن ذلك "ليس لأن كونفوشيوس ومنشيوس صينيان، وإنما لأن أفكارهما تتمتع بصلاحية عامة"، ودعا إلى "التناغم مع التباين"، وقاوم الميتافيزيقا والأيديولوجية والإيمان بإله، للتأكد من أن اللغة المستخدمة غير معيبة وتمثل صلاحية وشرعية عالمية.

عارض السيد تشانغ الاستعمار بشدة، عندما كان الكثيرون لا يزالون ينظرون إلى الإمبراطوريات كوسيلة لنشر القيم الغربية "المتفوقة"، وقد نجح في معارضة بند كان من شأنه أن يؤدي إلى تطبيق حقوق الإنسان بشكل مختلف في الدول وفي المناطق التابعة لها. كما دعا إلى أن حقوق الإنسان لا ينبغي أن تشتمل على الحق في البقاء فحسب، وإنما أيضا ينبغي أن تضمن السعي إلى الحياة الأفضل، بفضل ذلك، تم إدراج الحقوق الاجتماعية والاقتصادية في ((الإعلان)).

اليوم، يواجه الحق في التنمية والاقتصادية معارضة معظم الدول المتقدمة. إن جرائم الحرب والقصف العشوائي للمدنيين، يتم ارتكابها ودعمها، بل وحتى الدعوة إليها، بشكل متزايد. إن حقوق الإنسان نفسها معرضة لأن تصبح سلاحا، ويتم تقديمها على أنها شيء تدعمه الدول ذات التفكير المماثل ولكن الدول الأخرى تنتهكه. ويتعرض مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة للتهميش والتجاهل.

وفي مثل هذه الأوقات الكئيبة، سيكون منعشا للذاكرة أن نتعامل مع القيم الصينية التي ضمنت عالمية ((الإعلان)). هذه القيم تم التأكيد عليها مجددا في كتاب ((شي جين بينغ.. احترام حقوق الإنسان وضمانها))، وهو أحدث تجميع وثائقي لأفكار شي جين بينغ بشأن احترام حقوق الإنسان وضمانها، ويتضمن 160 ملفا في الفترة ما بين عام 2012 وعام 2021، موزعة على 335 فقرة من التفسيرات في تسعة فصول.

إنه ليس كتابا تحليليا، لأنه مرتب ترتيبا زمنيا، مما يكشف تطور أفكار شي جين بينغ بشأن احترام حقوق الإنسان وضمانها، وهي مفاهيم تدعم السياسات الصينية لحقوق الإنسان. بالنسبة لكل مَنْ يهتم بدور الصين في العالم، هذا كتاب لا غنى عنه.

إن تسلسل مفاهيم قيم الصين واضح، وهو متمثل في جودة الحياة ومفهوم القيم المشترك والأعمال الجماعية والتناغم والتعايش لشعوب العالم وثقافاتها. يسرد الفصل الأول لهذا الكتاب كيف نجح نظام التعاون والتشاور المتعدد الأحزاب في الصين، بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، في توفير الحقوق وفقا للمبادئ المنصوص عليها في الدستور.

يؤكد الرئيس شي جين بينغ بطرق مختلفة أن "الحياة السعيدة للشعب هي أعظم حقوق الإنسان"، ويبين أن "أهداف الكفاح الثابتة" للحزب الشيوعي الصيني هي قيادة الشعب لبناء حياة أفضل، ويشير إلى ضرورة التوافق مع رغبة الشعب من خلال "أفكار التنمية المتمحورة حول الشعب"، ويسرد "التقدمات العظيمة التي تحققت في قضية حقوق الإنسان".

يشرح هذا الفصل طرق تحسين معيشة الشعب وزيادة الدخل وتحسين الصحة والسلامة من خلال التنمية الاقتصادية. يتطور الاقتصاد مع الإصلاح السياسي المتمثل في "إثراء حقوق الإنسان الديمقراطية" و"تعزيز الضمان القانوني". وفي الفصول التالية شروح تفصيلية لذلك. تتناول الفصول الأخرى "حقوق ومصالح الفئات المحددة" و"القضية العالمية لحقوق الإنسان والتنوع الحضاري للبشرية".

لا يوافق الرئيس شي جين بينغ على المفاهيم الغربية المتمثلة في أن حقوق الإنسان لا تتغير وأنها موحدة، بل قال إن "ضمان حقوق الإنسان قضية متواصلة في الصين، ونظل نعمل بشكل أفضل"، و"لا يوجد أفضل ضمان لحقوق الإنسان، بل يمكن تقديم ضمان أفضل لها."

بفضل النظام الديمقراطي الاشتراكي في الصين، يمكن تحقيق هذا التقدم، ويشتمل ذلك على "ممارسة الشعب لحق الانتخاب والتصويت" أولا، ثم "إجراء التشاور المستفيض قبل اتخاذ القرارات المهمة، من أجل التوصل إلى توافق". ويرفض الرئيس شي "النموذج الجامد الواحد للديمقراطية" الذي "يجب أن يلتزم به الجميع". في الصين، قيادة الحزب الشيوعي الصيني "تجسد الوحدة بين الديمقراطية والمركزية".

إن الإعمال التدريجي لحقوق الإنسان واضح في كل صفحات هذا الكتاب. في عام 2014، استشهد الرئيس شي بقول دنغ شياو بينغ: "الفقر ليس الاشتراكية". في عام 2021، أصبح الرخاء المشترك وتحقيق "تناغم واستقرار المجتمع" والوقاية من "الاستقطاب" "المطلب الجوهري للاشتراكية والميزة المهمة لبناء التحديثات".

يمكن أن يلاحظ القراء الأجانب باهتمام أن الفصل المعني بالفئات المحددة لا يشتمل على النساء فحسب، وإنما أيضا يتضمن الأقليات القومية. ويقدم هذا الفصل نموذجا لإصلاح النظام الاجتماعي.

الفصل الأخير أطول فصل في الكتاب، ويتعلق مضمونه بالقضية العالمية لحقوق الإنسان والتنوع الحضاري للبشرية، ويكشف عن التفكير الذي دفع الصين إلى طرح مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية. "لا تستطيع أي دولة أن تحمي نفسها من التأثيرات وتكون مزدهرة بمفردها، الأمر الذي يتطلب من مختلف الدول العمل بقلب واحد وتبادل المساعدة، لتحقيق التنمية المشتركة لمختلف الدول". "لا يمكننا القضاء على الأسباب الجذرية للصراعات إلا بالتنمية".

--

روبرت وولكر، أستاذ بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة المعلمين ببكين.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4