يقول المثل الصيني الشهير: "انظر إلى المناظر الطبيعية في شمالي شينجيانغ، وانظر إلى الثقافة في جنوبي شينجيانغ". مدينة كاشغر القديمة، والتي تمتد جذورها لأكثر من 2000 عام، تعتبر بلا شك لؤلؤة متألقة في المشهد الثقافي لجنوبي شينجيانغ. تُعد هذه المدينة التاريخية والثقافية واحدة من أبرز وأهم المدن لدراسة ثقافة طريق الحرير القديم، بفضل النمط المعماري الفريد بها وتراثها الثقافي العميق، فضلا عن روحها الحديثة المتزايدة التي تجذب انتباه العالم.

في هذه المدينة، يتداخل الزمن القديم والحديث فيشكل لوحة حية للحياة. الألعاب النارية خلال النهار، والأضواء الملونة في الليل، والأطعمة الشهية، والمناظر الطبيعية الخلابة، والعادات المحلية المتنوعة تتناغم بين النهار والليل. يتجسد فيها أسلوب التنوع العرقي وحيوية الخصائص الإقليمية بشكل متكامل. دعونا الآن نتبع عدستنا، ونتجول في الأزقة العتيقة، لنكتشف سحر هذه المدينة القديمة معا.

شقيقان يلعبان في شوارع المدينة القديمة، ويتجولان بين أزقتها. يبدو أن الحياة الترفيهية هنا تُبطئ إيقاع الزمن، مما يدفع الناس للتوقف والتأمل والاستمتاع بما يحيط بهم.

زقاق قوس معروف بجدرانه الملونة وطرازه المعماري الفريد. الجدران ملون بألوان زاهية، مع تصميمات ونقوش متنوعة على كل جزء فيه، مما يضفي طابعا عصريا وتأثيرا بصريا مميزا.

متجر لبيع المفروشات والمصنوعات اليدوية المتنوعة. تعرض منتجاته مجموعة غنية من الأنماط والتصاميم التي تعكس أسلوب شينجيانغ المميز في هذه الأعمال.

حداد بازاري، حيث يمكن للزوار مشاهدة حرفة صناعة الحديد التقليدية. في المدينة القديمة، يوجد العديد من الحرفيين الذين يعملون عادة أمام منازلهم، أو في عمق الأزقة، حيث ينحتون المنحوتات الخشبية والبرونزية، أو ينسجون السجاد الملون. يمكن للزوار التوقف لمشاهدة عملية العمل أو حتى المشاركة فيها لتجربة سحر الحرف اليدوية التقليدية.

في العطلة الصيفية، يلعب العديد من الأطفال في المدينة القديمة بأريحية واستمتاع.

لا يبيع متجر البقالة الضروريات اليومية فحسب، وإنما أيضا يقدم مجموعة رائعة من المجوهرات والمعلقات. عند زيارة المدينة القديمة، تُعتبر هذه المنتجات الصغيرة اختيارا ممتازا سواء للاستخدام الشخصي أو كهدية تذكارية.

يُسمى خبز "نان والد جد الجد" بهذا الاسم المثير للاهتمام بسبب خلفيته العائلية. وفقا لموظفي المتجر، عاشت عائلته في مدينة كاشغر القديمة لعدة أجيال، حيث كانت تعمل في صناعة خبز نان. يمتد تاريخ هذه الحرفة لعدة قرون، ويعود إلى الجيل السابع.

يمكن للسياح تجربة ركوب الجمال في المدينة القديمة، حيث يُعد تجول فريق الجمال في الشوارع منظرا فريدا ومميزا في المدينة.

في مقهى على طريق أرجيا بالقرب من البوابة الشرقية، يعزف عشاق الموسيقى الجيتار، مما يعيد إحياء أجواء وقت الفراغ في المدينة القديمة.

يعتبر "منزل جولي" واحدا من أبرز نقاصد الجذب في مدينة كاشغر القديمة. كأول مكان للمبيت والإفطار يفتح أبوابه للجمهور في المدينة القديمة، لا يقدم وجبات لذيذة فحسب، وإنما أيضا يقدم عروض رقص فنية تعكس فنون شينجيانغ، مما يوفر تجربة متميزة تجمع بين متعة الطعام وجمال العروض.

يستريح السياح، ويلتقطون الصور في المقهى الخارجي، حيث يضفي جمال اللوحات الزيتية للبنايات السكنية الشاهقة لمسة فنية على أجواء المكان.

في أحد الأزقة المتعرجة لمدينة كاشغر القديمة، يجذب مقهى "ديلي وديا"، الذي يديره فتى من شينجيانغ من مدينة كاشغر واسمه ديليشاتي تورسون والفتاة التنزانية هايديا، العديد من السياح الذين يأتون لتذوق الأطعمة والتقاط الصور.

تمتلئ الأسواق الليلية بعصير الرمان الطازج، إذ تُعد كاشغر منطقة رئيسية لإنتاج الرمان. فقد ترسخت بذور الرمان التي جلبها تشانغ تشيان خلال رحلته هنا ونمت لأول مرة، مما يعكس تاريخا زراعيا يمتد لأكثر من 1600 عام. أصبح عصير الرمان، بمذاقه المنعش والحلو وسعره المناسب، مشروبا شعبيا في المدينة القديمة.

أنشأت مدينة كاشغر القديمة 13 موقعا لتسجيل وصول المشاهير عبر الإنترنت، والتقاط صور الزفاف، وصور السفر، وصور سفر الوالدين والطفل، وما إلى ذلك، والتي يبحث عنها المزيد والمزيد من السياح. ويوجد الآن أكثر من 160 متجرا لتصوير السفر والسياح في تجربة غامرة أكثر ثراء.

مع حلول الليل، تتحول مدينة كاشغر القديمة إلى مشهد ساحر آخر. في أجواء الإضاءة الخافتة، تكتسب البنايات القديمة طابعا غامضا ورائعا تحت الأضواء، مما يضيف لمسة من السحر إلى الأجواء.

في وقت متأخر من الليل، تهدأ المدينة القديمة تدريجيا بعد مغادرة الحشود، لتظهر الشوارع والأزقة بمظهر هادئ ورقيق. ومع بزوغ شمس اليوم التالي، تعود المدينة القديمة لاستقبال جولة جديدة من النشاط والحيوية، في دورة لا تنتهي.

مدينة كاشغر القديمة النابضة بالحياة، تعكس مفهوم "التقدم مع الزمن" بأسلوبها الفريد. هنا، يحافظ الناس على قيمة الثقافة التقليدية وتراثهم العريق، بينما يحتضنون أيضا راحة الحياة العصرية وتنوع ألوانها. بين النهار والليل، تمتزج الأجواء العميقة للتراث مع الحداثة، لتنسج فصولا مؤثرة للزمن والثقافة والحياة.