أخبار < الرئيسية

بريكس.. نحو نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة وإنصافا

: مشاركة
2024-09-12 12:47:00 الصين اليوم:Source عماد الأزرق:Author

تحظى مجموعة "بريكس" باهتمام خاص من الرئيس شي جين بينغ منذ بداية توليه قيادة الصين، وهو ما وضح جليا من حرصه على المشاركة في القمة الخامسة لقادة دول بريكس والتي عقدت بجنوب أفريقيا في 27 مارس 2013، بعد أيام من توليه رئاسة جمهورية الصين الشعبية في 14 مارس من العام نفسه. كما يحرص الرئيس شي على المشاركة بفاعلية كبيرة في كل قمم بريكس منذ توليه السلطة، لإعطاء قوة دفع وزخم كبيرين لمجموعة بريكس، وهو ما تحقق فعليا من خلال طرح وتقديم رؤى وأفكار متعددة لتعزيز وتطوير وتعميق التعاون المشترك بين دول بريكس ومواجهة التحديات المختلفة، الأمر الذي حرص معه الكثير من دول العالم على الانضمام لبريكس سواء من خلال العضوية الكاملة أو من خلال صيغة "بريكس+".

ومنذ تأسيس مجموعة بريكس التي بدأت المفاوضات بشأنها في عام 2006، حينما عقد أول اجتماع لوزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في صورتها الأولى باسم "بريك"، ثم عقد أول لقاء على المستوى الأعلى لزعماء دول "بريك" في يوليو عام 2008- بجزيرة هوكايدو اليابانية على هامش قمة G8- والتي شارك فيها رئيس روسيا فلاديمير بوتين ورئيس الصين هو جين تاو ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ ورئيس البرازيل لولا دا سيلفا، قبل انضمام جنوب أفريقيا عام 2010 ليصبح اسم المجموعة "بريكس". وقد أولت الصين اهتماما كبيرا ببريكس وسعت لتعميق التعاون المشترك بين دولها.

وأحسنت مجموعة بريكس صنعا بالاستجابة لتوجهات الصين والعمل على توسعتها ودعوة ست دول جديدة للانضمام إليها وهي جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية وإثيوبيا والأرجنتين، تمهيدا لضم دول أخرى لاحقا ما يعطي قوة دفع وزخما أكبر لـ"بريكس".

وأبرز كتاب "شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة" في مجلداته الأربعة التي صدرت حتى الآن- والذي تضمن الكثير والكثير من مساهمات الرئيس الصيني في الكثير من المحافل داخليا وخارجيا- اهتمام الرئيس شي بمجموعة بريكس، وهو ما يتضح جليا من خلال تحليل الخطاب للكلمات التي ألقاها الرئيس الرئيس شي خلال قمم بريكس المختلفة التي شارك فيها بقوة، والتي أوردها الكتاب في مجلداته الأربعة، وهو ما سنتناوله تفصيلا في هذه الأطروحة من خلال التعرف على:

- الرؤية الفلسفية الصينية لمجموعة بريكس؛

- أهداف بريكس؛

- أهمية بريكس للدول الأعضاء؛

- أهم التحديات الآنية والمستقبلية التي تواجه بريكس؛

- سبل تعزيز قدرة وقوة دفع بريكس؛

- دور بريكس في تطوير النظام الدولي؛

- التكامل بين بريكس والمبادرات الصينية المختلفة.

أولا: الرؤية الفلسفية الصينية لمجموعة بريكس

الصين دولة تستمد قوتها من ثقافتها وحضارتها العريقتين، وتلعب الثقافة الصينية ومعينها الذي لا ينضب من الحكمة والثراء الفكري والرؤية الفلسفية العميقة دورا محوريا في تحديد توجهاتها وسياساتها في مختلف المجالات، وفي علاقاتها سواء داخليا على مستوى المجتمع الصيني أو خارجيا على مستوى العلاقات مع مختلف دور العالم وتقديم الصين لنمط متفرد ومتميز من العلاقات الدولية يقوم على التنمية السلمية والتعاون المشترك والتآزر وتبادل المنافع والفوز المشترك، باعتبار أن الأسرة هي محور الثقافة الصينية، والصين في علاقاتها الخارجية تنظر للمجتمع الدولي باعتباره أسرة واحدة، وذلك على خلاف النمط السائد والذي رسخته الثقافة الغربية التي تتمحور حول الفرد، والتي تنتهج فكرة الصراع والمواجهة والهيمنة والاحادية والاستغلال واستنزاف ثروات الآخرين والتمييز والاعتماد على المعادلة الصفرية.

وجاءت مجموعة بريكس منسجمة ومتسقة مع الفلسفة الصينية العريقة، حيث آمن كونفوشيوس- الذي ركز على الأخلاق كمبدأ من مبادئ الحكم- بأن هدف الحكومة الأساسي هو تحقيق السعادة للجميع ورفاههم، وعمل على ترسيخ قيم سياسية مثل العدالة والمساواة والروح الجماعية التي تخدم حقوق الفرد، فيما تقوم الطاوية على نبذ التمايز الطبقي فالناس في نظرها متساوون، مؤكدة أن "السماء لا تفرق بين شخص وآخر".

ورغم تباعد المسافات بين دول بريكس المنتشرة في قارات العالم الأربع، فإن الثقافة الصينية العريقة ترى أن "أصحاب الطموح الواحد لا يعتبرون الجبال والبحار عائقا أمامهم"، كما أن الثقافة الصينية القديمة ترى أنك "إذا تعاملت مع الآخرين بطريقة صحيحة فلا شك أنك ستجد أصدقاء حقيقيين مهما كانت المسافات ومهما كانت الاختلافات بينكم، حيث ستكون الصداقة حينها وثيقة ومتينة مثل الصخر والذهب"، هذه النظرة الفلسفية العمية للأمور والتي نقلتها الصين وعبرت عنها للدول أعضاء بريكس فضلا عن وجود رغبة حقيقية لدى هذه الدول للتعاون والتغيير والبناء، ساهم كثيرا في بروز بريكس كتجمع اقتصادي يضم مجموعة مهمة من الاقتصادات الناشئة التي تمتلك رؤية اقتصادية مغايرة تستهدف تحقيق العدالة والإنصاف في النظام الاقتصادي الدولي.

إن الصين، كدولة حضارية عريقة، وكعادة كل دول حضارات العالم القديم، تجنح دوما إلى السلام وتركز جل اهتماماتها على التشييد والبناء والإعمار والتنمية والتعاون مع الآخرين، لذلك شيدت الحضارات العظيمة. والصين ككل دول الحضارات القديمة ليست دول استعمارية ولا تطمع أو تطمح في الاستيلاء أو استغلال أو الهيمنة على الآخرين وإنما تسعى دوما للتعاون المشترك، وهذا هو سر نجاح مجموعة بريكس، باعتبار الصين العضو الأبرز فيها اقتصاديا وتنمويا وسكانيا والأكثر نشاطا وتأثيرا. لذا، هناك ترحيب كبير بالتعاون معها، وهناك إقبال كبير من جانب الكثير من الدول على الانضمام إلى مجموعة بريكس للاستفادة منها كإطار متعدد الأطراف، وبعد انضمام ست دول مطلع عام 2024 فهناك قائمة طويلة من دول أبدت رغبتها في الانضمام للمجموعة. 

لقد نجحت الصين، اتساقا مع كل ذلك، في وضع إطار لما يمكن أن يسمى "روح بريكس"- وهو مفهوم صيني خالص- يتمثل في الانفتاح والشمول والتعاون والفوز المشترك وتعزيز التعاون في المجالات كافة وتعميق التضامن والثقة المتبادلة وتوثيق الروابط والمصالح والمشاعر، بما يساهم في زيادة رفاه شعوب دول بريكس.

ولذا، خرجت مجموعة بريكس إلى الوجود في إطار تعاون الجنوب- الجنوب، وهو نصف الكرة الأرضية النامي ذو الاقتصادات الناشئة، فيما أغلب دوله مهمشة وفقيرة ومستنزفة، وعانت كثيرا من احتلال واستغلال نصف الكرة الشمالي أو بالأحرى الغرب، في مسعى حثيث من دول مجموعة بريكس لمحاولة تعويض ما مضى من خلال التعاون المشترك والتنسيق في القضايا الاقتصادية العالمية، بما فيها التعاون في النظام العالمي المالي وحل قضايا إمدادات الغذاء، وغيرهما من القضايا التنموية المختلفة.

ثانيا: أهداف مجموعة بريكس

تستهدف مجموعة بريكس تحقيق مجموعة من الأهداف، سواء على المستوى الأحادي أو المتعدد أو حتى على المستوى الدولي، ومن بين تلك الأهداف:

·   إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد أكثر مرونة وتوازنا، يقوم على الانفتاح والتعاون المشترك وتبادل المنافع بما يحقق العدالة والإنصاف؛

·   تحقيق نمو اقتصادي شامل بهدف القضاء على الفقر ومعالجة البطالة، وتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي؛

·   توحيد الجهود لضمان تحسين نوعية النمو، عن طريق تشجيع التنمية الاقتصادية المبتكرة القائمة على التكنولوجيا المتقدمة وتنمية المهارات؛

·   زيادة المشاركة والتعاون مع البلدان غير الأعضاء في مجموعة بريكس؛

·   تعزيز الأمن والسلام، من أجل نمو اقتصادي واستقرار سياسي؛

·   الالتزام بإصلاح المؤسسات المالية الدولية، حتى يكون للاقتصادات الناشئة والنامية صوت أكبر من أجل تمثيل أفضل لها داخل المؤسسات المالية الدولية؛

·   العمل مع المجتمع الدولي للمحافظة على استقرار النظم التجارية المتعددة الأطراف، وتحسين التجارة الدولية وبيئة الاستثمار؛

·   تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالتنمية المستدامة، وكذا الاتفاقات البيئية المتعددة الأطراف؛

·   التنسيق والتعاون بين دول المجموعة في مجال ترشيد استخدام الطاقة، من أجل مكافحة التغيرات المناخية؛

·   تقديم المساعدة الإنسانية والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، وهذا يشمل معالجة قضايا مثل الأمن الغذائي العالمي؛

·   التعاون بين دول بريكس في العلوم والتعليم، والمشاركة في البحوث الأساسية والتطور التكنولوجي المتقدم.

ثالثا: أهمية بريكس للدول الأعضاء

تشكل مجموعة بريكس أهمية كبيرة لأعضائها، وهو ما يفسر الإقبال الكبير من جانب الكثير من الدول النامية للانضمام إليها والحصول على عضويتها والاستفادة مما توفره من فرص كبيرة تعود بالنفع على الدول الأعضاء بها، ومن بين ذلك:

(1)  يلعب بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس دورا بالغ الأهمية في توفير مصادر التمويل للمشروعات التنموية والاقتصادية المختلفة، وذلك من خلال تسهيل حصول الدول الأعضاء على المنح والقروض الميسرة بفوائد مخفضة من بنك التنمية التابع للتكتل، بما يساعد في الهروب من حصار صندوق النقد الدولي واشتراطاته القاسية.

·   وبنك التنمية الجديد هو بنك عالمي متعدد الأطراف، ووفقا لاتفاقية تأسيسه فإنه "يجب على البنك دعم المشروعات العامة والخاصة، من خلال القروض والضمانات والمشاركة في رأس المال والأدوات المالية الأخرى"، والتعاون مع المنظمات الدولية والكيانات المالية الأخرى، وتقديم المساعدة الفنية للمشروعات التي سيدعمها البنك.

·   ويبلغ رأس المال المبدئي المصرح به للبنك مائة مليار دولار أمريكي، ويقع المقر الرئيسي للبنك في شانغهاي، الصين.

·   ومن مزايا البنك، إمكانية الاعتماد على صندوق إستراتيجي لرأس المال الاحتياطي من أجل التعامل مع أزمات العملة المحتملة وأزمات السيولة القصيرة الأجل، وضمان التخصيص الفوري، من قبل البنوك المركزية لدول بريكس. والبنك أداة مهمة لتشجيع الاستثمارات في مشروعات التنمية الكبيرة، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول الأعضاء به.

·   ويستهدف البنك تمويل مشروعات البنية التحتية، والتنمية المستدامة، في دول بريكس والبلدان النامية، ومنذ إنشائه قام بدعم مجالات مثل النقل وإمدادات المياه والطاقة النظيفة والبنية التحتية الرقمية والاجتماعية والبناء المدني وغيرها.

·   ويمكن للبنك أن يلعب دورا مهما، باعتباره محركا للنمو المستدام في العالم النامي والاقتصادات الناشئة، ويعزز كذلك الإصلاح في المؤسسات المالية المتعددة الأطراف الموجودة، بما يعود بالنفع على الدول المتقدمة والنامية على حد سواء.

(2)  الاستفادة من اتجاه بريكس للتعامل بالعملات المحلية أو بعملات غير الدولار الأمريكي، لأن إحدى المبادرات التي تشارك فيها بريكس حاليا هي تحويل التجارة إلى عملات بديلة، سواء كانت وطنية أو إنشاء عملة مشتركة.

·   يأتي هذا في إطار اتجاه مجموعة "بريكس" إلى توسيع المدفوعات غير المرتبطة بالدولار الأمريكي، حيث تسعى دول المجموعة للابتعاد عن منظومة المراسلات المصرفية "سويفت"، التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية، والتعامل بالعملات المحلية.

·   وتتضمن خطط مجموعة بريكس، إنشاء نظام دفع دولي "بريكس باي" يستند على تقنية "سلسلة الكتلة"، أي على أساس أصول رقمية، حيث سيكون من الممكن تجاوز العقوبات والعراقيل الغربية بفضل هذه الآلية اللامركزية، التي ستتضمن عملات متعددة. وستساهم الآلية في تعزيز النفوذ الاقتصادي لمجموعة "بريكس" وتسريع ظهور عملة فوق وطنية، الأمر الذي يعد بمثابة تهديد مباشر لمكانة العملة الأمريكية. 

·   هذا التوجه من شأنه أيضا أن يساهم في تخفيق حدة أزمة الدولار الأمريكي التي تعاني منها بعض الدول وانخفاض قيمة العملة الوطنية فيها، مما يؤدي إلى تقليل الطلب على الدولار الأمريكي.

(3)         مجموعة بريكس تسلط الأضواء أكثر على الفرص الاستثمارية والتنموية، وتخلق بيئة جاذبة للاستثمارات، وتوفر سياسات تفضيلية للدول الأعضاء في بريكس، خاصة مع وجود مصادر تمويل قوية وتوافر وفورات مالية ضخمة، وتقديم التسهيلات المختلفة، فضلا عن التعاون التكنولوجي وامتلاك الصناعات المتقدمة، الأمر الذي ينتج عنه توليد رغبة قوية للاستثمار في إطار تبادل المنافع والفوز المشترك، لا سيما في المشروعات المستقبلية مثل مشروعات الرقمنة والتنمية الزراعية والاستثمارات البيئية والبنية التحتية من كبار المستثمرين العالميين ورواد الأعمال في دول بريكس.

(4)          عضوية بريكس تعطي أولوية للولوج إلى الأسواق الضخمة لدول بريكس والتي يتجاوز حجمها ثلاثة مليارات مستهلك، وتقدم ميزات تنافسية للتبادل التجاري، مما قد يعالج بعض الخلل في الميزان التجاري فيما بين دول بريكس، والتعاون المشترك في تأمين الاحتياجات الملحة، مثل السلع الغذائية الضرورية، والأمصال واللقاحات، والتكنولوجيا الحديثة ومستلزمات الإنتاج وغيرها.

(5)          زيادة عدد السياح المتبادل بين الدول الأعضاء، والتعاون المشترك في فتح خطوط جديدة للطيران بين المدن المختلفة، لتلبية الطلب المتزايد على حركة السياحة والسفر، والاستثمار في المجال السياحي والفندقي لإتاحة عدد غرف فندقية يتناسب مع تزايد الطلب السياحي، وتعزيز التفاهم والتقارب الإنساني والشعبي بين دول بريكس، مما يساعد على زيادة الإقبال على الأسواق السياحية المتنوعة فيها.

رابعا: التحديات الآنية والمستقبلية التي تواجه بريكس

تواجه دول مجموعة بريكس، شأنها شأن دول العالم المختلفة خاصة النامية منها، الكثير من التحديات سواء في الوقت الحاضر أو المستقبل في العديد من الاتجاهات سواء على المستوى الأحادي أو المتعدد، نتيجة التفاعلات الدولية المختلفة أو حتى نتيجة الأوضاع الداخلية والمستويات التنموية فيها، ومن أبرز التحديات التي تواجه دول بريكس:

·   من أهم التحديات التي تواجهها دول بريكس، الظروف الدولية غير المؤاتية التي تعرض لها المجتمع الدولي ونظامه خلال السنوات الأخيرة. ومن أبرز هذه التحديات، الاضطرابات السياسية والأمنية العالمية ومن بينها الأزمة الأوكرانية، الأوضاع غير المستقرة في اليمن والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتأثيراتها وتهديد حركة الملاحة والتجارة العالمية في البحر الأحمر، وأيضا الركود التجاري وتباطؤ معدلات النمو العالمية، وتفشي وباء كوفيد- 19 وتأثيراته السلبية الاقتصادية والتكنولوجية والتنموية والصحية، وغيرها.

·   التباينات بين الدول الأعضاء في بريكس، فهناك تباينات اقتصادية، وثقافية، وسياسية تفرض على الدول تجاوز هذه التباينات والبناء على المشترك. ففيما يتعلق بالتباينات الاقتصادية، هناك تفاوت في حجم الاقتصادات وطبيعتها وأنماط التنمية في كل دولة، إلى غير ذلك من تباينات واختلافات؛

·   ما يشهده العالم من تغير مذهل في القوى المحركة للاقتصاد العالمي، والاتجاه بسرعة نحو ثورة تكنولوجية وعلمية وتحول صناعي يتمثل في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والمعلومات الكمية والتكنولوجية والحيوية، وما ينتج عن ذلك من خلق عدد كبير من الصناعات والأنماط الجديدة، مما يؤدي بالتبعية إلى تغيرات دراماتيكية في معدلات وطبيعة التنمية العالمية، وبما ينعكس على الأسواق والاقتصادات الناشئة والدول النامية ويفرض عليها التعامل مع هذه التحديات وتحويلها إلى فرص للاستفادة منها؛

·   التحول الكبير والمتسارع في النظام الاقتصادي والمالي العالمي وزيادة مساهمة الاقتصادات النامية والناشئة في نمو الاقتصاد العالمي إلى 80% فيما يبلغ حجم اقتصاد الدول النامية نحو 40% من حجم الاقتصاد العالمي، والسعي للاستحواذ على 50% من الاقتصاد العالمي، الأمر الذي سيضع ضغوطا على الاقتصادات الناشئة للمحافظة على قوة الدفع والسعي للمحافظة على معدلات نمو مرتفعة؛

·   توسع الدول الغربية في انتهاج سياسيات الحمائية والأحادية بشكل كبير، وتعرض تعددية الأطراف والنظام التجاري المتعدد الأطراف لضربات شديدة، وتزايد الرغبة الغربية للعودة للانغلاق، وفرض الإجراءات العقابية وتقييد التجارة، وإغراق الأسواق، والسعي وراء كبح العولمة والترويج لما يسمى بالفصل الاقتصادي أو الأنظمة الموازية، والتي من شأنها الاضرار بالاقتصاد العالمي ككل والاقتصادات الناشئة على وجه الخصوص؛

·   وجود اتجاه من الدول الغربية المتقدمة لاحتكار التكنولوجيا المتقدمة، ومحاربة أي مساع أو جهود من الدول النامية لامتلاك هذه التكنولوجيا، أو اتخاذ خطوات عملية لبناء كوادر تقنيين، حتى تظل متلقية للتكنولوجيا الغربية؛

·   القيود التمويلية التي تضعها المؤسسات الدولية والدول الغربية المختلفة، وفرض شروط مجحفة يصل بعضها إلى حد التدخل في الشؤون الداخلية للدول سواء بالمطالبة بإصلاحات سياسية أو اقتصادية تعجيزية، أو من خلال فرض أنماط معينة سواء تنموية أو سياسية قد تتعارض مع ثقافة وقيم وحضارة المجتمعات الأخرى.

خامسا: سبل تعزيز قدرة وقوة دفع بريكس

تتميز مجموعة بريكس منذ تأسيسها بالتمتع بقوة دفع ذاتية، ويحرص الرئيس شي جين بينغ في إطار مساعيه الدؤوبة لتعزيز الدور التنموي لمجموعة بريكس وتوفير البيئة الملائمة لإنجاحها في تحقيق أهدافها، على تقديم العديد والعديد من الأفكار والمبادرات والرؤى التي يمكن للمجموعة من خلالها أن تواجه التحديات الكثيرة التي تواجه دولها وتساهم في تعزيز قدرة وقوة دفع بريكس وبما يساعدها على القيام بدورها والمهام الموكلة إليها، من تعزيز التنمية المشتركة وتعميق شراكة بريكس على نحو شامل، ومن بين هذه الرؤى:

·  زيادة نقاط التقاء المصالح المشتركة لدول بريكس في التجارة والاستثمار والتبادل النقدي والمالي، والتنمية المستدامة، والابتكار والصناعات وغيرها من المجالات التي تتمحور حول الخط الرئيسي للتعاون الاقتصادي العملي. وفي هذا الإطار، وضعت الصين عدد من المخططات والاجراءات تتمثل في:

(1)  خارطة دول بريكس للتعاون في تجارة الخدمات؛

(2)  منهاج تسهيل الاستثمار لدول بريكس؛

(3)  مبادرة دول بريكس للتعاون في التجارة الإلكترونية؛

(4)  برنامج أعمال تعاون دول بريكس في الابتكار لتعميق التعاون الصناعي؛

(5)  إنشاء المركز الأفريقي الإقليمي لبنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس؛

(6)  إقامة شبكة الموانئ والمنافذ الإلكترونية النموذجية لدول بريكس؛

(7)  الاتفاق على التعاون في مجالات الضرائب والتجارة الإلكترونية وأوراق السندات بالعملات المحلية، والتوزيع السيبراني للمؤسسات والخدمات المالية؛

(8)  قدمت الصين 500 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات حاليا) لبرنامج التعاون والتبادل الاقتصادي والتكنولوجي لدول بريكس.

·   العمل على ربط إستراتيجيات التنمية للدول الأعضاء، فعلى الرغم من اختلاف دول بريكس في أحوالها، فإنها في مراحل تنمية متماثلة، ولديها نفس الأهداف، وتواجهها نفس التحديات والعوائق، وخطوة ربط إستراتيجيات التنمية لهذه الدول من شأنه أن يظهر تفوق كل منها في الموارد الطبيعية والموارد البشرية والسوق ومصادر التمويل المتاحة والقدرات الفنية وغيرها من المجالات، الأمر الذي سيحفز إمكانات النمو ويطلق العنان للقدرة الإبداعية ويوفر فرص أكبر للتعاون المشترك للاستفادة من الإمكانات المتوفرة في كل دولة في إطار تبادل المنافع؛

·   الحرص على تنسيق السياسات التنموية في المجالات ذات الألوية وفقا لمبدأ التشاور المشترك والبناء المشترك وتركيز الاهتمام على الأعمال الرئيسية وذلك من خلال:

(1)   التقدم بثبات نحو السوق الكبيرة للتجارة والاستثمار؛

(2)   التداول الكبير سواء النقدي أو المالي؛

(3)   ربط البنية التحتية بشكل كبير؛

(4)   تحقيق الإصلاح الهيكلي والتنمية المستدامة؛

(5)   تعزيز التعاون في مجالات الابتكار وريادة الأعمال والصناعات والقدرة الإنتاجية؛

(6)   تبادل الخبرات والتجارب وتبال المساعدة في التنمية الاقتصادية؛

(7)   التنسيق بين عائدات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بحيث لا تتم إحداها على حساب الآخرين.

·   تمسك الدول الأعضاء في مجموعة بريكس بالتعاون المشترك في عدة مجالات وتبادل الخبرات والتنسيق المشترك فيها وذلك من خلال:

- التضامن والتعاون المشترك والعمل معا للتغلب على التحديات المختلفة وخاصة ما يتعلق بالأوبئة والأمراض والتهديدات المختلفة

- الانفتاح والابتكار وتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي وتشجيع مبادرة "تسهيل حركة الأشخاص والسلع عبر الحدود"، والمحافظة على انتظام سلاسل الصناعة والتوريد بشكل آمن وسلس لتحقيق التعافي الاقتصادي

- العمل على بناء اقتصاد عالمي منفتح وحماية النظام التجاري المتعدد الأطراف مع وجود منظمة التجارة العالمية في صميمه.

- السعي لتحقيق تنمية مشتركة ذات جودة أعلى وقدرة أقوى على الصمود بما يزيد من كفاءة واقتصادات دول بريكس

- التشارك في بناء فضاء سيبراني سلمي وآمن ومنفتح وتعاوني ومنتظم، وتعزيز التنمية السلمية للاقتصاد الرقمي

- التأكيد دائما على أن التنمية هي المفتاح العام والسحري لجميع المشاكل، من انهاء النزاعات والحروب والاضطرابات والأزمات الإنسانية والإرهاب والتطرف والصراعات المختلفة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وفي مقدمتها الفقر والتخلف والجهل والمرض وذلك من خلال التنمية المتمحورة حول الشعوب، وتوجيه المزيد من الموارد إلى مجالات تخفيف حدة الفقر والتعليم والصحة وانشاء بنية تحتية قوية

- العمل على تحويل التوافق السياسي بين دول بريكس إلى أعمال ملموسة من خلال قاعدة احتياطي بالعملة الصعبة، وتسريع التعاون الاقتصادي والتنموي المشترك، وتحسين البناء المؤسسي لمجموعة بريكس

سادسا: دور بريكس في تطوير النظام الدولي

جاء ظهور مجموعة بريكس على الساحة الدولية في وقت شهد فيه العالم تغيرات غير مسبوقة منذ مائة عام، حيث انفردت الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي تدور في فلكها بالهيمنة على العالم، وفرض الأحادية القطبية وما استتبع ذلك من غياب العدالة والمساواة بين الدول المختلفة واستئثار الدول الكبرى والمتقدمة بكل الثروات والامكانيات والقدرات، واستمرار سعيها في دفع الدول الأخرى لاتباع نهجها وأنماطها بغض النظر عن اتفاق ذلك أو تعارضه مع قناعات ومعتقدات وثقافات الآخرين، ومحاربة كل محاولات إصلاح النظام الدولي ومعالجة مواطن الخلل فيه، لضمان استمرار هيمنتها عليه.

- إن بروز مجموعة بريكس جاء بمثابة الحجر الذي حرك المياه الراكدة في النظام الدولي الأحادي القطبية الذي كانت تهيمن عليه مجموعة الدول السبع (G7) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أصابه الجمود منذ انهيار حلف وارسو وتفكك الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية، جعل البعض يذهب إلى أن مجموعة بريكس جاءت لتحقق نوعا من التوازن وتعبر عن الاقتصادات الناشئة في مواجهة الاقتصادات الصناعية الكبرى، غير أن الأمر كان أكبر من ذلك، فبريكس لا تسعى إلى تحقيق مصالح ذاتية خاصة ولا تسعى للفوز بمكاسب أحادية وإنما تستهدف في الأساس تحقيق مصالح جميع دول العالم وتحقيق ديمقراطية النظام الدولي، والأخذ بيد الدول النامية والفقيرة لتحسين أوضاعها الاقتصادية والتنموية وتحقيق الرخاء والازدهار لشعوبها في إطار من العمل الدولي الجماعي.

- لقد وضح مبكرا أن مجموعة بريكس تسعى لبناء نظام دولي جديد يقوم على التعددية القطبية لضمان توفير العدالة والمساواة، وبحيث لا يميل ثقل العالم في اتجاه مجموعة محدودة من الدول تستأثر بإمكانات وقدرات وثروات العالم على حساب أغلب دول العالم التي تعاني من تبعات الفقر، لذلك فإن بريكس سعت دوما إلى ترسيخ قيم الحوكمة العالمية بهدف تحقيق العدالة والمساواة والإنصاف بين جميع دول العالم.

- لذلك، كما أكد الرئيس شي، لا بد من أن تعمل الدول الأعضاء بمجموعة بريكس على حماية الإنصاف والعدالة الدوليين بثبات، وكذلك حماية السلم والاستقرار العالمي، خاصة وأن العالم أصبح يتسم بحالة من عدم الاستقرار، ويواجه تهديدات وتحديات عالمية بلا انقطاع، وهو ما يجعل لزاما على الدول الأعضاء ببريكس المثابرة دوما على تحقيق المساواة والديموقراطية والتوافق والتسامح واحترام حقوق الدول المختلفة في اختيار أنظمتها الاجتماعية وطرق تنميتها، واحترام التنوع الحضاري.

- من خلال هذه القناعات والإيمان المطلق بالمساواة والعدالة بين الجميع، تسعى مجموعة بريكس بدأب وإصرار كبيرين على المساهمة في تطوير النظام الدولي، لتحقيق هدفها السامي ببناء نظام دولي جديد يحقق العدالة والإنصاف للجميع وذلك من خلال عدة مسارات من بينها:

·  المشاركة بنشاط ولعب دور إيجابي في تحديث منظومة الحوكمة العالمية، ودفع تطور الانضباط الدولي إلى اتجاه أكثر عدالة، وتقديم الضمان المؤسسي للسلم والاستقرار العالميين.

·  الدفع بقوة لإنشاء شراكة التنمية العالمية، وتحفيز الازدهار المشترك للدول المختلفة، حيث لا يمكن لدول بريكس تحقيق التنمية وحدها ولكن لا بد من السعي وراء دفع التنمية المشتركة للدول المختلفة.

·  المساهمة في وضع برنامج التنمية الدولية، لتحقيق الاستخدام الكامل للقوى المنتجة والموارد المادية البشرية لإنجاز الأهداف الإنمائية للألفية التي حددتها الأمم المتحدة، والعمل على تضييق الفجوة بين الشمال والجنوب، وجعل التنمية العالمية أكثر توازنا.

- كل ذلك وغيره يفرض على مجموعة بريكس التمسك بتعددية الأطراف وحماية السلام والاستقرار في العالم، والعمل على تجنب الحرب والصراع من خلال الالتزام بتعددية الأطراف والسعي لتحقيق الإنصاف والعدالة، للتغلب على ما قد ينتج عن ممارسات الأحادية القطبية من انتهاج سياسة القوة وتضخيم الخلاف والمجابهة، وانتهاك القواعد وسيادة القانون، والاستمرار في الانسحاب من المنظمات والاتفاقيات الدولية هربا من المسؤولية الأخلاقية والقانونية.

- منذ البداية أعلنت مجموعة بريكس التزامها الكامل بالدفاع عن المنظومة الدولية المتمحورة حول الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، داعية إلى ارتقاء بلدان العالم فوق الأيديولوجيا، واحترام اختيارات كل منها للنظام الاجتماعي والنموذج الاقتصادي ومسار التنمية المتوافق مع ظروفها الوطنية الخالصة.

- دعت بريكس دائما إلى ترسيخ مفهوم الأمن المشترك الشامل التعاوني المستدام، وتسوية الخلافات من خلال التشاور والتفاوض، ومقاومة التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية، ومعارضة العقوبات الأحادية الجانب، والعمل المشترك على تهيئة بيئة سلمية ومستقرة للتنمية.

سابعا: التكامل بين بريكس والمبادرات الصينية المختلفة

رغم أن مجموعة بريكس جاءت سابقة للكثير من المبادرات والجهود الصينية لتحقيق التعاون الدولي، فإنها أصبحت تعمل متسقة ومنسجمة مع كل هذه المبادرات، بل أصبحت هذه المبادرات والأفكار التنموية والتعاونية يكمل بعضها بعضا ويعضد بعضها البعض، لتعمل جميعا في إطار مبادئ السياسة الخارجية الصينية المتمثلة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحل الخلافات والصراعات بالتفاوض والمشاورات، التنمية السلمية كأساس للتعاون المشترك، تبادل المنافع والفوز المشترك والمفهوم الصحيح للأخلاق والمصالح.

- في هذا السياق تتلاقى مجموعة بريكس مع مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس شي عام 2013، حظيت بإقبال دولي كبير، حيث وقعت أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية على اتفاقيات تعاون بشأن "الحزام والطريق"، ليطلق عليها البعض "مبادرة القرن" كأكبر مبادرة تنموية في العالم، وتساهم بشكل كبير للغاية في تطوير وتحديث البنى الأساسية في الكثير من دول العالم خاصة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، خاصة فيما يتعلق بالنقل واللوجستيات مثل الموانئ البحرية والجافة والمطارات وخطوط السكك الحديدية والطرق وغيرها لا سيما التي تربط دولا ببعضها، فضلا عن التنمية الاقتصادية والبنية التحتية والتكنولوجية، ولعبت دول بريكس دورا مهما في إنجاح مبادرة "الحزام والطريق" باعتبارهم جزءا منها أيضا.

- كما انسجمت بريكس مع مبادرة "التنمية العالمية" التي أطلقها الرئيس شي في الأمم المتحدة في سبتمبر عام 2021 لتعزيز التنسيق بين الاقتصادات الرئيسية في السياسات والمحافظة على استدامة التنمية وإقامة علاقات الشراكة التنموية العالمية الأكثر مساواة وتوازنا، والارتقاء بمستوى التنسيق والفاعلية لعملية التعاون المتعدد الأطراف في مجال التنمية والإسراع في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة. وفي عام 2022 أطلق ما يعرف بـ"مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية" والتي سارع نحو 100 دولة للانضمام لعضويتها، مما يبرز حجم الالتفاف الدولي الكبير حول الصين ومبادراتها.

وتتكامل مجموعة بريكس مع مبادرة "الأمن العالمي" لتعزيز مبدأ الأمن للجميع، والتي أطلقها الرئيس شي في إبريل 2022، والتي تضمنت ستة بنود رئيسية وهي:

(1)     الالتزام برؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والعمل معا لحفظ السلم والأمن العالميين؛

(2)     الالتزام باحترام سيادة ووحدة أراضي جميع البلدان، ودعم عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام الخيارات المستقلة لمسارات التنمية والأنظمة الاجتماعية التي يتخذها الناس في مختلف البلدان؛

(3)     الالتزام بالتمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ورفض عقلية الحرب الباردة، ومعارضة الأحادية، ونبذ سياسات التحالفات والمواجهة بين التكتلات؛

(4)     الالتزام بأخذ الشواغل الأمنية المشروعة لجميع البلدان على محمل الجد، والتمسك بمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، وبناء هيكل أمني متوازن وفعال ومستدام، ومعارضة السعي لتحقيق الأمن على حساب أمن الآخرين؛

(5)     الالتزام بالحل السلمي للخلافات والنزاعات بين الدول من خلال الحوار والتشاور، ودعم كل الجهود التي تؤدي إلى التسوية السلمية للأزمات، ورفض المعايير المزدوجة، ومعارضة الاستخدام التعسفي للعقوبات الأحادية والولاية القضائية طويلة الذراع؛

(6)     الالتزام بالمحافظة على الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية، والعمل معا على حل النزاعات الإقليمية والتحديات العالمية مثل الإرهاب وتغير المناخ والأمن السيبراني والأمن البيولوجي.

فيما تستهدف مبادرة "الأمن العالمي"، دعم التعددية الدولية في معالجة الشؤون الدولية، مواجهة عجز السلام العالمي المتزايد، تقديم حلول جذرية لمعضلات الأمن العالمي من خلال بناء إطار أمني جديد يتسم بكونه أكثر عدلا وإنصافا، تعزيز التنمية المشتركة، تأمين خطوط وممرات الملاحة العالمية، التي عانت كثيرا خلال السنوات الماضية من تهديدات مختلفة، أثرت بالسلب على حركة التجارة الدولية،

    - مجموعة بريكس تعد جزءا لا يتجزأ من مبادرة "مجتمع المستقبل المشترك للبشرية"، تلك المبادرة التي طرحها الرئيس الصيني رسميا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في يناير 2017، ويقصد بها ربط مستقبل ومصير كل أمة وكل دولة ربطا وثيقا ببعضها البعض، من أجل العمل سويا، بما يضمن توفير الأمن والاستقرار والسلام بالعالم، وخلق مجتمع دولي متناغم، وتحول تطلعات الشعوب بمختلف دول العالم للحياة المزدهرة إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع، وتستهدف مبادرة "مجتمع المستقبل المشترك للبشرية":

(1)   السعي لبناء عالم جديد بعيد عن الخوف والصراعات والحروب ويسوده الأمن والاستقرار والسلام؛

(2)   العمل على بناء عالم خال من الفقر والجهل والتخلف ويسوده الرخاء والازدهار والتعاون المشترك وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية؛

(3)   بناء عالم منفتح وشامل ومتعاون ومتناغم وغير منغلق؛

(4)   بناء عالم أخضر نظيف وجميل يلتزم بمفهوم التعايش بين الإنسان والطبيعة، والحرص على البيئة الإيكولوجية؛

(5)   استيعاب الاتجاه العام للتقدم البشري وما يشهده هيكل العالم وهيكل التنمية تماشيا مع روح العصر الجديد، وبما يمكن الدول المختلفة من تنمية بلدانها ورفع مستوى معيشة سكانها، ووضع خطط تنفيذية تناسب الواقع سعيا لتحقيق المأمول.

--

عماد الأزرق، رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث بالقاهرة- مصر.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4