أقيمت فعالية "الحوار بين الصين والعالم.. صالون سرد القصص في شيامن" بمدينة شيامن في الفترة من الخامس والعشرين إلى السابع والعشرين من نوفمبر عام 2024. حضر الفعالية كل من نائب رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي يوي يون تشيوان، ونائب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمدينة شيامن لي يويه هوي، ومدير مكتب الشؤون الخارجية لحكومة مدينة شيامن تشانغ تشوان، ونائبة الرئيسة التنفيذية لجمعية صداقة الشعب الصيني مع البلدان الأجنبية في شيامن لين نا. وألقى كل من نائب الأمين العام السابق للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إريك سولهايم والكاتبة والخبيرة الفرنسية في الشؤون الصينية سونيا بليزلر، كلمة عبر الفيديو في الفعالية.
قال يوي يون تشيوان إن شيامن هي موطن رئيسي لأفكار شي جين بينغ حول الحضارة الإيكولوجية ومكان تطبيقها، وهي صورة مصغرة لإصلاح الصين وانفتاحها، وتمتزج فيها الثقافات الصينية والأجنبية، وهي نموذج مثالي للتنمية المستدامة الخضراء. تروي ممارسة شيامن قصة حية عن الصين، وتوفر حالة ومشهدا ثمينا للحوار بين الصين والعالم. وأضاف أن احترام الاختلافات الثقافية هو أساس الحوار بين الصين والعالم، ورفض الغطرسة والتحامل واحترام كل ثقافة هو نقطة البداية لبناء علاقات ودية؛ إن الاستجابة للهموم المشتركة هي رابطة الحوار بين الصين والعالم، وقد تكون هناك اختلافات في اللغة والسياق بين الثقافات والحضارات المختلفة، ولكن يمكننا دائما إيجاد أرضية مشتركة في الخطاب واللغة والشعور. الاستمرارية والابتكار هما ضمان نجاح الحوار بين الصين والعالم، ونأمل أن يستمر الحوار بين الصين والعالم في توسيع مشاهد وسبل الحوار الجديدة.
وقال لي يويه هوي: "تعزز شيامن بناء الحضارة الإيكولوجية بصورة كاملة، تشمل جميع العناصر والمناطق والجوانب، مما يفسر المفهوم العميق للتعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة، ويقدم نموذجا مثاليا للدفع المتبادل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء الحضارة الإيكولوجية. لا يمكن إنجاز المهمة كليا في خطوة واحدة من حيث بناء الحضارة الإيكولوجية، ويجب الالتزام بمفهوم المستقبل المشترك للبشرية، ودفع المجتمع الدولي إلى السير في طريق التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والمستدامة عن طريق المشي يدا بيد والتعاون والتشاور، كما يجب تخطيط وتعزيز الحماية العالية المستوى والتنمية العالية النوعية والحياة العالية الجودة، واستكشاف طرق جيدة تتفق مع القوانين الطبيعية وتواكب تطلعات الشعب وتدفع بناء الحضارة الإيكولوجية، لكي نعزز نظام حوكمة البيئة الإيكولوجية ومستوى تحديث القدرة على الحوكمة."
وقال إريك سولهايم إن شيامن لا تتمتع بمناظر طبيعية جميلة فقط، بل هي أيضا مدينة خضراء، وإن جهود إدارة بحيرة يواندانغ جديرة بالثناء. وأعرب عن أمله في أن يتمكن المزيد من الناس من جميع أنحاء العالم من زيارة شيامن لاستكشاف التنمية الخضراء في شيامن وأن يستلهموا منها.
وقالت سونيا بليزلر إن التحول الأخضر لشيامن ليس نجاحا محليا فحسب، وإنما أيضا يعكس رؤية الصين الأكبر لتعزيز بناء الحضارة الإيكولوجية. وأضافت أن إنجازات شيامن تعد مرجعية مهمة للمدن الساحلية في الصين والعالم.
وخلال الفعالية التي استمرت ثلاثة أيام، قام ثلاثة عشر مراسلا وضيفا من أكثر من عشر دول، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان وجمهورية كوريا ومصر والهند ورواندا وزيمبابوي، بزيارة بحيرة يواندانغ ومصنع قاوتشي لتنقية المياه وجزيرة قولانغيوي ومنتزه شياتانوي لغابات المانغروف وحديقة وويوانوان للأراضي الرطبة وأماكن أخرى، وتعرفوا على "نموذج شيامن" الذي يشكل تعايشا متناغما بين الإنسان والطبيعة ويعزز تحقيق تنمية عالية الجودة وحياة عالية الجودة من خلال جهود واستكشافات الحماية البيئية الشاملة التي استمرت لأكثر من 30 عاما، لاستكشاف "الرمز الأخضر" الذي يساعد العالم على فهم الصين الجميلة.
في "الحوار بين الصين والعالم" الذي عقد في السابع والعشرين من نوفمبر، تبادل الصحفيون والضيوف الأجانب وجهات النظر مع الخبراء المحليين والأجانب في مجال الحماية الإيكولوجية حول ممارسات شيامن لبناء حضارة إيكولوجية. وكان من بين الحضور، رئيس التحرير الفخري للغة الإنجليزية في دار النشر باللغات الأجنبية الحاصل على جائزة الصداقة الصينية ديفيد فيرغسون، وعضو فريق الخبراء في الشؤون البحرية بشيامن والمدير السابق لمكتب إدارة المشروعات التجريبية الدولية للإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية في شيامن تشو لو مين، والباحث المساعد الخاص في معهد بحوث البيئة الحضرية للأكاديمية الصينية للعلوم الحاصل على الدكتوراه في العلوم البيئية تاي أو، ونائب مدير مركز أبحاث التخطيط والإدارة البيئية الإيكولوجية لين تاو، وطالب الدكتوراه في الشؤون الدولية والحوكمة العالمية بجامعة تشجيانغ ونائب رئيس مركز التبادل الصيني- الزيمبابوي ميليه، وعميد كلية العلوم البيئية بمعهد البيئة والإيكولوجيا في جامعة شيامن والمشرف على أطروحات الدكتوراه البروفيسور تشن ننغ وانغ، ومدون وسائل الإعلام الذاتية "فافا الفرنسي" فرانسوا ديلجر، والخبير الأمريكي لقسم اللغة الإنجليزية في دار مجلة ((الصين اليوم)) هوانغ هاو، والخبيرة المصرية بقسم اللغة العربية في دار مجلة ((الصين اليوم)) ياسمين رمضان، والخبير الألماني بدار النشر باللغات الأجنبية لي بوه هان.
شهد ديفيد فيرغسون سنوات من جهود المناطق الصينية المختلفة وإنجازاتها في حماية البيئة والتطور المستدام. وبالاستناد إلى تجربة مدينة شيامن، يعتقد أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يهتم بحماية البيئة الإيكولوجية للغاية، وطرح المفهوم العلمي المهم "الجبال الخضراء والمياه النقية هي جبال من ذهب وجبال من فضة". إن أفكار شي جين بينغ حول الحضارة الإيكولوجية لم تحقق نتائج عملية غنية في الصين فحسب، وإنما أيضا تقدم نموذجا للعديد من دول العالم.
وقال تشو لو مين إن بناء مدينة ساحلية جميلة ذات حضارة إيكولوجية بحرية كان دائما هدف شيامن. بعد أكثر من ثلاثين عاما من الجهود، شكلت شيامن تدريجيا تشكيلة من الحماية البيئية واستعادتها الشاملة وحالة جيدة من التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، وفازت بأكثر من 20 تكريما وطنيا ودوليا في مجال البيئة، بما في ذلك جائزة لائحة الشرف لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ولقب مدينة الحدائق الدولية والمنطقة النموذجية لبناء الحضارة البيئية البحرية. كما حظيت إنجازاتها في حوكمة البحر بإشادة كبيرة من قبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالمحيطات.
يقول تاي أو، الذي عاش في شيامن لمدة خمس سنوات، إن شيامن أصبحت موطنه الثاني، ويمكن للناس رؤية جهود المدينة لإنشاء مساحات خضراء وحماية البيئة، سواء كان المشي في الحدائق أو ركوب الدراجات على طول الشاطئ للاستمتاع بالشواطئ النظيفة. تتمتع شيامن بتوازن جيد بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية والمحافظة على الطبيعة.
قدم لين تاو حالة شيامن في بناء "الأسطح الخضراء"، قائلا إن شيامن من أوائل المدن في العالم التي نفذت بناء مشروعات "الأسطح الخضراء" الواسعة النطاق. ويمكن أن يقلل بناء "الأسطح الخضراء" من تأثير الجزر الحرارية الحضرية، ويوفر بيئة لعيش الكائنات الحية ويساهم في المحافظة على التنوع البيولوجي.
وفي جلسة النقاش الحرة، تبادل الصحفيون والضيوف الآراء مع الخبراء في مجال الحماية الإيكولوجية في شيامن حول دور التعاون والتبادلات الدولية في تعزيز "ممارسة شيامن"، والخطة المستقبلية للحماية الإيكولوجية في شيامن، وتطبيق منصة السحابة البحرية ونظام دعم اتخاذ القرار.
ألقت نائبة رئيسة التحرير لمركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا "دار مجلة ((الصين اليوم))" تشانغ جيوان كلمة ختامية، قالت فيها إن التغيرات في مفهوم وتوجهات تنمية مدينة شيامن هي بمثابة ممارسة حية لبناء الحضارة الإيكولوجية في الصين، مما يعكس قوة أفكار شي جين بينغ حول الحضارة الإيكولوجية. وأضافت أن الهدف من إقامة هذه الفعالية هو أن يتمكن الصحفيون الأجانب من نقل قصة شيامن في مجال الحضارة الإيكولوجية بشكل جيد. وأكدت على أملها أن يكون الصحفيون الأجانب رواة للقصص الرائعة لـ"شيامن الجميلة"، ومروجين للحضارة الإيكولوجية لـ"شيامن الجميلة"، وداعمين لشيامن في مسيرتها مع العالم.
"الحوار بين الصين والعالم" فعالية علامة دولية يقيمها مركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا التابع للمجموعة الصينية للإعلام الدولي ومكتب الشؤون الخارجية لحكومة مدينة شيامن، بإرشاد من المجموعة الصينية للإعلام الدولي، وقد أقيمت أربع مرات منذ عام 2021.
