أقامت مجلة ((الصين اليوم))، في الثاني والعشرين من ديسمبر 2024، حفلا في القاهرة بمناسبة مرور ستين عاما على تأسيس طبعتها العربية، بمشاركة قادة المجموعة الصينية للإعلام الدولي ومركز أوروبا الغربية وأفريقيا والعديد من المسؤولين والإعلاميين من الصين والدول العربية، وفي مقدمتهم رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي دو تشان يوان، ورئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عصام شرف، والوزير المستشار بسفارة الصين لدى مصر تشو شياو تشوانغ، ومديرة دار مجلة ((الصين اليوم)) تشاو لي جيوان، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة ((أخبار اليوم)) المصرية إسلام عفيفي. أدار الحفل رئيس الفرع الإقليمي لمجلة ((الصين اليوم)) في الشرق الأوسط بنغ تشو يون، وألقى الكلمة الختامية نائب رئيس تحرير الطبعة العربية لمجلة ((الصين اليوم)) حسين إسماعيل.
في كلمته بالحفل، قال دو تشان يوان: "إن مرور ستين عاما على تأسيس الطبعة العربية لمجلة ((الصين اليوم)) وعشرين عاما على تأسيس فرع الشرق الأوسط لها يمثل تاريخا مشرقا وبداية جديدة. ونحن نتطلع إلى المستقبل، حيث ستواصل المجموعة الصينية للإعلام الدولي دعمها لمركز أوروبا الغربية وأفريقيا ولفرع الشرق الأوسط، لتعزيز دوره في مجال الإعلام الدولي. ونتمنى أن ترتقي الطبعة العربية لمجلة ((الصين اليوم)) بمحتواها وأن يواصل فرع الشرق الأوسط ابتكار أساليب جديدة باستخدام الوسائط الرقمية والوسائط المتعددة لتعزيز التعاون مع مصر والدول العربية، واستكشاف المزيد من قصص النجاح في العلاقات الصينية- المصرية والصينية- العربية، لنبني معا أمجادا جديدة في التنمية السلمية بين الصين ومصر وبين الصين والدول العربية، ونساهم في تعزيز التبادلات والتعاون في كافة المجالات بين الصين ومصر وبين الصين والدول العربية، لتظل الطبعة العربية لهذه المجلة وفرع الشرق الأوسط حلقة مهمة بين الشعب الصيني والشعب المصري والشعوب العربية في العصر الجديد ونموذجا للمنفعة المتبادلة والتعاون بين الحضارات."
من جانبه، أثنى الدكتور عصام شرف على ((الصين اليوم))، باعتبارها منصة مهمة للتعارف والتقارب بين شعوب حضارتين من أهم الحضارات الإنسانية؛ الحضارة الصينية والحضارة العربية. وقال: "أعتقد أن هذا التقارب والتعارف يمثل المدخل الرئيسي والمتين لعلاقات قوية ومستدامة. إن مجلة ((الصين اليوم)) في طبعتها الأولى باللغة الإنجليزية والتي كانت تترجم إلى العربية كانت مدخلا مهما للتعارف العربي- الصيني. ثم جاءت الطبعة العربية في عام 1964 لتمثل نقطة تحول عظيم في عملية التقارب المعرفي الصيني- العربي، وقد حملت وقتها عنوان ((بناء الصين)) لتعبر عن مرحلة صعود الصين ومواجهة التحديات المبكرة للتنمية الصينية. ثم في عام 1990 أصبح اسم المجلة ((الصين اليوم))، وقد جاء أيضا معبرا عن التغيرات العظيمة العميقة المتسارعة التي تشهدها الصين بصفة مستمرة حتى اليوم."
وقال الوزير المستشار بسفارة الصين لدى مصر تشو شياو تشوانغ، إن ((الصين اليوم))، رسول مهم لنشر الثقافة الصينية في الشرق الأوسط، ونافذة مهمة لمساعدة العالم العربي على فهم الصين، مؤكدا أن الانعقاد الناجح للجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني قد وضع ترتيبات منهجية لمواصلة تعميق الإصلاحات بشكل شامل وتعزيز التحديث على النمط الصيني. ولفت إلى أن الصين ومصر دولتان تتمتعان بحضارات قديمة، وقد أصبحت الصداقة التقليدية أقوى بمرور الوقت. ومن المتوقع أن تعمل ((الصين اليوم)) على تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين ومصر بقوة، ونشر الدلالة الروحية للثقافة التقليدية الممتازة للصين ودلالة العصر الجديد، ومساعدة المزيد من المصريين على فهم الصين ومحبتها.
وقالت مديرة دار مجلة ((الصين اليوم)) تشاو لي جيون: "منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر في عام 1956، تلعب مصر دائما دورا فريدا ومهما في التواصل الإنساني بين البلدين. وبصفتها جسرا بين الحضارتين الصينية والعربية، لا توفر مصر منصة مهمة للتبادلات الإعلامية بين الصين والدول العربية فحسب، وإنما أيضا تمنحنا فرصا قيمة لتعميق التفاهم المتبادل والصداقة. وقد أنشأنا، قبل عشرين عاما، أول فرع خارجي لمجلة ((الصين اليوم)) في القاهرة، وبدأنا التبادلات وجها لوجه والنشر الإعلامي مع القراء المصريين والعرب، مما عزز بشكل مشترك تعميق علاقات الصين مع مصر والدول العربية، وعمق التفاهم والصداقة بين الشعبين الصيني والمصري وبين الشعب الصيني والشعوب العربية."
من جانبه، أشاد رئيس مجلس إدارة مؤسسة ((أخبار اليوم)) المصرية إسلام عفيفي بالطبعة العربية لمجلة ((الصين اليوم))، قائلا: "يشرفني أن أقف أمامكم اليوم في هذه المناسبة الاستثنائية، الاحتفال بمرور ستة عقود على إصدار مجلة ((الصين اليوم)) باللغة العربية، والتي أصبحت نافذة مضيئة تنقل نبض الصين إلى العالم العربي، وتجسد قيم التواصل الثقافي والحضاري بين الشرق والشرق." وأضاف: "مجلة ((الصين اليوم))، عبر إصدارها العربي، كانت ولا تزال منارة للتعريف بالتجربة الصينية الملهمة، وساهمت في بناء جسور تواصل ثقافي ومعرفي بين الشعبين المصري والصيني. وإذ نحتفل اليوم بمرور ستين عاما على ((الصين اليوم)) بالعربية، فإننا نُجدد التزامنا كشركاء في بناء هذا الصرح الإعلامي الذي يعزز قيم الحوار بين الثقافات ويمهّد الطريق لشراكات جديدة. إننا نطمح لأن يصبح الإعلام المصري والصيني نموذجا يحتذى به في نشر رسالة السلام والتنمية والتفاهم." وتوجه عفيفي بخالص التهنئة إلى ((الصين اليوم)) وإدارتها والعاملين بها على هذا الإنجاز التاريخي. وقال: "نتطلع معكم إلى مستقبل مشرق من التعاون الإعلامي الذي يرسخ علاقاتنا ويعزز دور الإعلام كقوة دافعة نحو الازدهار المشترك."
وبالإنابة عن كبار الكتاب العرب في الطبعة العربية لـ((الصين اليوم))، ألقت رئيسة الإدارة المركزية للتواصل المجتمعي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء المصري الدكتورة خديجة عرفة، كلمة قالت فيها: "بالإضافة إلى ما تقدمه المجلة من تحليلات مهمة لكبار الكُتاب من الجانبين الصيني والعربي؛ من خلال ما تطرحه من تحليل دقيق ورؤى متعمقة للملفات ذات الاهتمام المشترك للجانبين العربي والصيني، فإن هناك العديد من الجوانب الثقافية والحضارية التي لا يعرفها الكثيرون في العالم العربي عن الشأن الثقافي الصيني والحضارة الصينية، وهنا تقدم مجلة ((الصين اليوم)) فهما ثقافيا أكبر للحضارة والثقافة الصينية. وفي ظل البعد الجغرافي، فضلا عن العوائق المرتبطة باللغة، تقوم الطبعة العربية لمجلة ((الصين اليوم)) بدور مهم في تذليل الحواجز الجغرافية والتغلب على التحديات المرتبطة باللغة، بشكل أسهم في مد جسور التواصل عبر الحدود الجغرافية. وبالتأكيد فإن وجود الفرع الإقليمي لمجلة ((الصين اليوم)) للشرق الأوسط في القاهرة أسهم بشكل كبير، عبر ما يقوم به من فعاليات مستمرة، في إثراء الحوار بين الجانبين المصري والصيني والعربي والصيني وتبادل الرؤى والخبرات بشكل أكبر مع مراكز الفكر المصرية والعربية."
وفي كلمته الختامية، أثنى حسين إسماعيل، على جهود الزملاء في الطبعة العربية، وقال إنهم الجنود المجهولون وراء هذا الإنجاز العظيم، وأضاف: "((الصين اليوم)) ليست مجرد مجلة، وإنما رمز ومعنى لدولة عظيمة في ماضيها وحاضرها. إن احتفاءنا بالطبعة العربية، ونحن ما نزال نعيش أجواء الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، يجعل كل عربي يشعر بالامتنان لمؤسسي هذه المجلة والقائمين عليها، مع التذكير بأنها المطبوعة الأجنبية الوحيدة التي تصدر بالعربية من دون توقف منذ ستين عاما." وتوجه إسماعيل بالشكر لرؤساء أندية قراء ((الصين اليوم)) في الدول العربية على جهودهم المشكورة في تعزيز التواصل بين المجلة وقرائها، ومنهم رئيسة نادي قراء ((الصين اليوم)) في الإمارات السيدة همت لاشين التي أصرت على السفر من دبي إلى القاهرة للمشاركة في هذا الحدث. كما تقدم بالشكر لكل المؤسسات والشخصيات التي بعثت برسائل تهنئة إلى ((الصين اليوم)).
وقد تضمن الحفل ندوة بعنوان "التعاون الاقتصادي بين الصين ومصر.. فرص جديدة مع بريكس"، أدارتها كبيرة مراسلي مجموعة يتساي للإعلام في هونغ كونغ هانغ يوي، وتحدث فيها كل من عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية الدكتور ضياء حلمي الفقي، والرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة الدكتور أحمد السعيد، ورئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث بالقاهرة عماد الأزرق، ومدير ترويج الاستثمار بشركة تيدا- أفريقيا للاستثمار تيان دان، ونائب المدير العام لشركة جوشى مصر للألياف الزجاجية شن شياو دونغ، والرئيس التنفيذي شركة جي آند تي إكسبريس في مصر تشن بينغ سونغ.