عين صينية < الرئيسية

الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر مدمر لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط

: مشاركة
2022-11-01 14:22:00 شينخوا:Source كانغ كاي:Author

في التاسع من أغسطس 2022، أصدرت الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان تقريرا بعنوان ((الولايات المتحدة الأمريكية تنتهك حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وخارجه بشكل خطير)). وكان لهذا التقرير صدى كبير خارج الصين، خاصة في الدول المتضررة من الجرائم الأمريكية، ومن بينها العراق وأفغانستان وسوريا. تدين الشعوب بشدة السلوك المهيمن للولايات المتحدة الأمريكية، ويدعو الخبراء والباحثون إلى إظهار المزيد من الأصوات المماثلة في المجتمع الدولي للكشف عن الجرائم الأمريكية ضد حقوق الإنسان في الدول الأخرى.

الكشف عن الوجه الحقيقي لـ"حامي حقوق الإنسان" الأمريكي

يكشف هذا التقرير بشكل منهجي " ثلاث جرائم" أمريكية خطيرة ضد حقوق الإنسان في الشرق الأوسط والمناطق المجاورة، رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تتفاخر بأنها "حامية حقوق الإنسان":

أولا، انتهاك الحق في الوجود والحياة عن طريق شن الحرب حسب إرادتها. تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية عن الحروب والنزاعات في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا وغيرها من الدول في الشرق الأوسط والمناطق المجاورة.

ثانيا، انتهاك الحق في التنمية والصحة عن طريق تعديل طريق التنمية بشكل إجباري وفرض عقوبات أحادية الجانب. لقد حرضت الولايات المتحدة الأمريكية على "الثورات الملونة" في العديد من البلدان، وشاركت في تخريب الأنظمة، وفرضت عقوبات اقتصادية عشوائية، مما تسبب في تدهور اقتصادي وزيادة صعوبات المعيشة للشعوب في البلدان المعنية.

ثالثا، خلق "صراع الحضارات" وانتهاك الحريات الدينية. الولايات المتحدة الأمريكية هي التي اختلقت ونشرت نظرية "صراع الحضارات" و"الإسلاموفوبيا"، وتعذب السجناء المسلمين تعذيبا وحشيا، وتشوه الحضارة الإسلامية.

الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأكثر تدخلا والأكثر تدميرا لأطول فترة في شؤون الشرق الأوسط، والأخطر انتهاكا لحقوق الإنسان في المنطقة بعد الحرب الباردة. إن جرائم الولايات المتحدة الأمريكية في انتهاك حقوق الإنسان تأتي بأضرار دائمة وخسائر لا تعوض لدول وشعوب المنطقة.

الحق في الحياة والتنمية هو أهم حق للدول النامية، فلكل دولة السيادة والحق في التنمية السلمية. لكن بعد الحرب الباردة، شنت الولايات المتحدة الأمريكية حروبا عديدة، بما فيها حرب أفغانستان وحرب العراق وحرب ليبيا وحرب سوريا، وقامت من خلالها بالتدخل في السياسات الداخلية وتخريب الأنظمة في تلك الدول، وفرض التحول الديمقراطي، وتصدير القيم، الأمر الذي يؤدي إلى الإضرار بسياسات ومجتمعات هذه الدول، بجانب تدمير التماسك والوحدة الوطنية لها. والأسوأ من ذلك، أن الولايات المتحدة الأمريكية تنهب ثروات هذه الدول وتعيق إعادة تعميرها.

في أفغانستان، لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تفرض العقوبات على هذه الدولة حتى بعد انسحابها منها في أغسطس عام 2021، ولم ترجع إلى البنك المركزي الأفغاني الأصول الخارجية، التي وصلت إلى سبعة مليارات دولار أمريكي، حتى الآن. إن هذا لا يعيق إعادة إعمار أفغانستان فحسب، وإنما أيضا يفاقم آلام ومعاناة شعب أفغانستان بشكل عميق.

وفي سوريا، احتلت الولايات المتحدة الأمريكية الموارد النفطية في شمال شرقي سوريا، بحجة حماية حقول النفط والتصدي للأعمال الإرهابية. حسب التغطيات الكثيرة من وسائل الإعلام، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تنهب 66 ألف برميل نفط كل يوم من سوريا. بجانب ذلك، تسيطر الولايات المتحدة الأمريكية على منطقة إنتاج الحبوب في شمال شرقي سوريا، وهي شريان الحياة الاقتصادية لسوريا، مما يهدد أمن الغذاء السوري بشكل مباشر. إن الأزمة الإنسانية الحالية في سوريا ترتبط ارتباطا مباشرا بنهب الولايات المتحدة للموارد السورية.

لذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تهدد سيادة ووحدة أراضي دول الشرق الأوسط فحسب، وإنما أيضا تهدد حقوق هذه الدول في السلام والتنمية.

تلحق الولايات المتحدة الأمريكية أضرارا شديدة بحقوق شعوب دول الشرق الأوسط في الحياة والمعيشة. خلال السنوات الماضية، ظهر الكثير من الأبحاث في هذا الجانب. على سبيل المثال، فإن حرب أفغانستان التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية تسببت في مقتل 174 ألف شخص بشكل مباشر، من بينهم 47 ألف مدني، وأسفرت حرب العراق عن 209 آلاف قتيل. كما أنها تمثل انتهاكا لـ"القانون الدولي"، فقد نفذت هجمات عشوائية في العراق وسوريا مرات عدة، وقتلت مدنيين أبرياء بشكل عشوائي.

وهناك جانب لا يمكن إهماله، وهو أن الولايات المتحدة الأمريكية تفتعل صراع الحضارات، وتنشر نظرية التهديد الإسلامي، وهذا ينتهك الكرامة والحقوق الثقافية للمجتمعات المسلمة في أنحاء العالم. بعد حادثة 11 سبتمبر، بالغت الولايات المتحدة الأمريكية في نظرية التهديد الإسلامي، واختلقت ما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا"، وهو ما يعادي الحضارة الإسلامية ويضر بشكل خطير بالصورة الدولية والكرامة الوطنية للدول الإسلامية. إن ((القرآن)) الكريم هو كتاب إسلامي مقدس. وفي أفغانستان، حرق الجنود الأمريكيون ((القرآن)) الكريم عدة مرات، مما أثار غضب المسلمين بشدة. كما خرب الجيش الأمريكي الآثار التاريخية الثقافية للدول القديمة في الشرق الأوسط. ووفقا لأنباء الوسائل الإعلامية، بعد غزو العراق، نهب الجيش الأمريكي 170 ألف قطعة أثرية ثقافية وكتبا قديمة في المتاحف العراقية، مما تسبب في كارثة ثقافية ضخمة.

المعيار الأمريكي المزدوج

رفعت حادثة 11 سبتمبر الستار عن ما يسمى بـ"مكافحة الإرهاب العالمي" للولايات المتحدة الأمريكية. لكن بعد مرور 21 سنة، ما زال تهديد الإرهاب موجودا، كما أن العمليات العسكرية الأمريكية لـ"مكافحة الإرهاب" تأتي بجرائم انتهاك حقوق الإنسان وعدد لا يحصى من القتلى وبالفوضى الاجتماعية للدول المتضررة من هذه العمليات العسكرية.

من أجل ضمان هيمنتها، تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية معيارا مزدوجا تجاه مشكلة الإرهاب على أساس مصالحها الوطنية فقط ولا تنظر إلى مصالح الدول والمناطق الأخرى.

تقسم الولايات المتحدة الأمريكية معسكرات مكافحة الإرهاب حسب الأيديولوجيا وعقلية الحرب الباردة، وتلعب بالمعايير المزدوجة المتمثلة في "استخدام ما هو متفق عليه، والتخلي عنه إذا لم يكن كذلك". من أجل حماية الهيمنة الأمريكية، تتخذ معيارا مزدوجا على أساس الاتفاق مع مصالحها لضمان هيمنتها، هذا ليس أقل من دعم الإرهابيين وإلحاق أضرار جسيمة بالتعاون العالمي لمكافحة الإرهاب.

شنت الولايات المتحدة الأمريكية حربين، تحت ذريعة ما يسمى بـ"عملية مكافحة الإرهاب"، ضد أفغانستان والعراق في عام 2001 وعام 2003 على التوالي، وأثرت على سيادة الدولتين بشدة، لم يتم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق، فأصبحت محط سخرية وانتقاد الرأي العام العالمي. وبجانب ذلك، أصبحت "عملية مكافحة الإرهاب" الأمريكية مصدر فوضى سياسية ونزاعات داخلية لكلا البلدين، وتحدث حروبا داخلية متكررة بدلا من الاستقرار، رغم مرور وقت طويل.

"التصرف الخطير" الأمريكي الآخر هو الإضرار العشوائي والوحشي بالمدنيين في دول الشرق الأوسط، فيما يسمى بعملية مكافحة الإرهاب. في الغارات الجوية ضد المنظمات الإرهابية، يستخدم الجيش الأمريكي طائرات بدون طيار. إن هذا النوع من الهجوم يلحق دائما الضرر بالمدنيين الأبرياء. في 29 أغسطس 2021، شن الجيش الأمريكي غارة جوية في كابول بأفغانستان، تهدف اسميا لضرب منظمة إرهابية، لكنها في الحقيقة، قتلن عشرة مدنيين أبرياء في الهجوم ومن بينهم سبعة أطفال.

هدف مكافحة الإرهاب هو القضاء على الإرهاب، وضمان سيادة الدولة، وحماية سلامة حياة وممتلكات الشعب. فإذا أضرت مكافحة الإرهاب بحقوق الإنسان، فتكون قد فشلت. المبدأ الذي يجب الالتزام به في مكافحة الإرهاب هو حماية حق الناس في الحياة والممتلكات، بما في ذلك البيئة السلمية التي يعيشون فيها.

اعترف مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2014 بأن المسؤولين الأمريكيين يسمحون ويشجعون على استخدام التعذيب منذ حادثة 11 سبتمبر، وسجن غوانتانامو هو مثل حي على ذلك. بدأ سجن غوانتانامو احتجاز سجناء "إرهابيين" من الشرق الأوسط في عام 2002، ويبلغ إجمالي عددهم 780 شخصا، وما زال هناك 39 سجينا محتجزين فيه. وبعضهم لم يحاكموا منذ احتجازهم، فقدوا حريتهم على مدى بضع عشرة سنة، ويعانون من التعذيب الممنهج.

الولايات المتحدة الأمريكية هي من الدول الأطراف في ((اتفاقية مناهضة التعذيب))، تنص هذه الاتفاقية على أنه ليس هناك حجة لاستخدام التعذيب حتى في حالة الحرب وتهديد الحرب والحالات الطارئة، لذلك، فمكافحة الإرهاب ليست حجة لاستخدام التعذيب أيضا.

انتقدت السيدة نافانيثام بيلاي، المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عام 2012، "المعيار المزدوج" الأمريكي في التعامل مع مشكلة التعذيب خلال مكافحة الإرهاب. قالت إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحنث بوعدها بوعدها فحسب، وإنما أيضا تنتهك المعايير والقوانين الدولية، وعندما تنتهك دول أخرى هذه المعايير، فإن الولايات المتحدة تدينها دائما.

سجل الولايات المتحدة الأمريكية السيء في مجال حقوق الإنسان

العنصرية متأصلة وراسخة في الولايات المتحدة الأمريكية. إن كلا من تجارة العبيد وقتل الهنود تاريخ أمريكي إجرامي لا يمكن إنكاره. حتى اليوم، ما زال المجتمع الأمريكي يعج بالعنصرية. في مايو 2020، قُتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة من أصحاب البشرة البيضاء، وأصبحت عبارة "لا أستطيع التنفس" مصطلحا يعبر عن العنصرية الأمريكية منذ ذلك الحين.

تفاقمت العنصرية وتوسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء مرة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل انتشار كوفيد-19. هناك العديد من التقارير التي تبين أن السود والملونين الأمريكيين يتعرضون للتمييز في تلقي علاج كوفيد- 19.

تدعي الولايات المتحدة الأمريكية أن لديها أعلى مستوى من الرعاية الصحية في العالم، لكن بسبب عمل الحكومة السيء في مكافحة كوفيد- 19، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأعلى حصيلة وفيات في العالم بسبب كوفيد- 19. وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت مشكلة العنف بسبب استخدام الأسلحة النارية "سرطانا" يصعب القضاء عليه في المجتمع الأمريكي. وباعتبارها الدولة التي تشهد أكبر قدر من العنف باستخدام الأسلحة النارية في العالم، سجلت الولايات المتحدة الأمريكية أعدادا قياسية من ضحايا عنف السلاح. ووفقا لإحصاء من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بلغ عدد الوفيات الأمريكية بسبب الأسلحة النارية 19384 شخصا في عام 2020، بزيادة قدرها 75% مقارنة مع عام 2010. تظهر الإحصاءات التي أصدرتها الشبكة الأمريكية "أرشيف عنف السلاح" في 3 أغسطس عام 2022، أن أكثر من 26 ألف شخص فقدوا حياتهم بسبب عنف السلاح في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2022، وهناك 392 حادث لإطلاق النار يؤدى إلى أربعة قتلى على الأقل في كل مرة.

في إبريل عام 2022، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية ((تقارير حقوق الإنسان القُطْرية لعام 2021))، لمراجعة حالة حقوق الإنسان لحوالي مائتي دولة في العالم، بدون تناول أي من حالات حقوق الإنسان بالولايات المتحدة الأمريكية. أشار المسؤولون الحكوميون ووسائل الإعلام والخبراء في دول مختلفة إلى أن تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية هذه تعد هيمنة وليست من أجل حماية حقوق الإنسان.

على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها هذه المشكلات الخطيرة والمنهجية في مجال حقوق الإنسان، فإنها لا تفحص نفسها، وتعتبر حقوق الإنسان "وسيلة" تساعدها في تعميم سياساتها وفي المحافظةعلى هيمنتها، واحتلال مكانة أخلاقية عالية.

منذ سبعينات هذا القرن، تربط الولايات المتحدة الأمريكية حقوق الإنسان بالدعم الخارجي والتعاون الاقتصادي والتعاون التكنولوجي. إذا كانت الدولة أو المنطقة لا تخضع لسلسلة من الشروط المرفقة، فلا تستطيع الحصول على المساعدات الأمريكية. إن حقوق الإنسان هي حجة الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ سياساتها الخارجية الخاصة.

مشكلة حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية ترتبط بانتهاكها لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط بشكل وثيق، لأن مفهوم حقوق الإنسان الأمريكي بُني على أساس نظرية التفوق العنصري. الأمريكيون البيض يؤمنون بـ"التفوق الأبيض". السود، بمن فيهم الهنود، هم عرق أدنى، لذلك، دائما ما يحدث ما ينتهك الأشخاص البيض حقوق الإنسان للأشخاص غير البيض، والولايات المتحدة الأمريكية تنفذ نفس مفهوم حقوق الإنسان في الشرق الأوسط أيضا. إن القيم التي تصدرها الولايات المتحدة الأمريكية إلى العالم الخارجي، جوهرها هو الاعتقاد بأن البيض متفوقون. إن هذا النوع من التفوق العنصري العميق الجذور يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تنتهك حقوق الإنسان في الشرق الأوسط باستمرار ولا تحاسب نفسها.

أدانت حكومات وشعوب دول الشرق الأوسط انتهاك الحكومة الأمريكية لحقوق الإنسان مرارا وتكرارا، ولكن للآسف، لم يتم التحقيق في هذه الأفعال التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل صحيح أو مساءلتها حتى الآن.

في مواجهة هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، من الصعب تحقيق العدالة العالمية، وهذه أكبر مأساة لسيادة حكم القانون الدولي اليوم. إن تقرير ((الولايات المتحدة الأمريكية تنتهك حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وخارجه بشكل خطير)) الذي أصدرته الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان، يهدف إلى تشجيع العدل وإيقاظ العدالة الدولية وإدانة تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية في انتهاك حقوق الإنسان، ويدعو المجتمع الدولي إلى احترام سيادة وحقوق الإنسان في دول الشرق الأوسط، وإلى احترام اختيارات دول الشرق الأوسط في التنمية السلمية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4