عين صينية < الرئيسية

"القمم الثلاث".. شاهدة على جهود مشتركة لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية

: مشاركة
2023-01-06 14:38:00 الصين اليوم:Source كانغ كاي:Author

في الفترة من 7 إلى 10 ديسمبر عام 2022، زار الرئيس الصيني شي جين بينغ السعودية لحضور القمة الصينية- العربية الأولى والقمة الأولى بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، فضلا عن القيام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية بناء على دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

خلال يومين وثلاث ليالٍ، كانت الأعمال الدبلوماسية للرئيس شي جين بينغ مكثفة، بالإضافة إلى حضور ثلاث "قمم"، عُقدت أيضا اجتماعات ثنائية مع نحو عشرين من قادة الدول العربية. عملت قادة الصين والدول العربية على تحقيق التنمية وخلق المستقبل بشكل مشترك، وإقامة هيكل جديد ورسم مخطط جديد يدا بيد لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية والبناء الصيني- العربي المشترك والعالي الجودة لـ"الحزام والطريق".

تعد زيارة الرئيس شي جين بينغ هذه أكبر وأعلى عمل دبلوماسي للصين تجاه العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وتدفع بقوة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية والعلاقات بين الصين والدول العربية والعلاقات بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي إلى مستوى جديد، وهي معلم مهم في تاريخ تطور العلاقات الصينية- العربية.

الارتقاء بجودة تطور العلاقات الصينية- السعودية

في عام 2016، كانت المملكة العربية السعودية أول دولة عربية يزورها شي جين بينغ بعد توليه منصب رئيس الصين. وأعلنت الصين والمملكة العربية السعودية خلال تلك الزيارة عن إقامة شراكة إستراتيجية شاملة وقررتا إنشاء لجنة مشتركة رفيعة المستوى بين البلدين. وبعد ست سنوات، أصبحت المملكة العربية السعودية أول دولة في الشرق الأوسط يزورها الرئيس شي جين بينغ بعد اختتام المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني.

عندما دخلت الطائرة الخاصة التي كان يستقلها الرئيس شي جين بينغ المجال الجوي السعودي، رافقتها 4 طائرات مقاتلة من القوات الجوية السعودية. وعند وصول الطائرة الخاصة إلى أجواء الرياض، بدأت 6 من طائرات الصقور السعودية استعراضا جويا في مرافقتها. وعند وصول الرئيس شي إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض على متن الطائرة الخاصة، أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية له ورسمت طائرات الاستعراض الجوي في السماء أشرطة باللونين الأحمر والأصفر اللذين يرمزان إلى العلم الوطني الصيني. واستقبلت المملكة العربية السعودية الرئيس شي جين بينغ استقبالا رفيع المستوى. وتعد هذه الترتيبات صورة حية للعلاقات الودية بين الصين والسعودية، مما يدل على أن البلدين شريكان إستراتيجيان وصديقان مخلصان.

في يوم 8 ديسمبر عام 2022 بتوقيت السعودية، التقى الرئيس شي جين بينغ بالملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في القصر الملكي بالرياض وأجرى محادثات مع ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود. وتوصل الجانبان إلى توافق بشأن تعزيز تنمية أكبر للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة العربية السعودية.

ووقع زعيما البلدين على "اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية"، حيث اتفق الجانبان على عقد اجتماع ثنائي بين زعيمي البلدين بالتناوب كل سنتين ورفع مستوى رئاسة اللجنة المشتركة الرفيعة المستوى بين البلدين إلى مستوى رئيس الوزراء، ووافق الجانب الصيني على إدراج المملكة العربية السعودية في قائمة المقاصد الخارجية للمجموعات السياحية الصينية، ورحب الجانب السعودي بالمزيد من المؤسسات الصينية للمشاركة الفاعلة في عملية التصنيع بالمملكة، إلخ.

من المؤكد أن التقدم البرغماتي والعميق والرفيع المستوى للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين سيدفع التعاون الصيني- السعودي في مختلف المجالات إلى مستوى جديد ويفتح آفاقا أكثر إشراقا للعلاقات الصينية- السعودية.

عندما التقى الرئيس شي جين بينغ بالملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أعرب زعيما البلدين عن دعمهما السياسي الثابت لبعضهما البعض. وشدد الملك سلمان على أن "السعودية والصين لديهما توافق مهم في كثير من القضايا، ومصالح الصين هي أيضا مصالح السعودية." وأشار الرئيس شي إلى أن الصين تدعم بشدة السعودية في اتباع مسار التنمية المناسب لظروفها الوطنية. وأعرب ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود عن دعمه للصين بثلاثة "دعم قوي" و"معارضة حازمة". على خلفية التطور العميق والمعقد للوضع الدولي والإقليمي الحالي، تدعم الصين والمملكة العربية السعودية بعضهما البعض في القضايا ذات الاهتمام الجوهري، بغية ضمان تطور العلاقات الصينية- السعودية في العصر الجديد.

في عام 2021، زاد حجم التبادل التجاري بين الصين والسعودية بنسبة 30% على أساس سنوي، مما يدل تماما على مرونة التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي. خلال الاجتماع مع ولي عهد ورئيس وزراء السعودية الأمير محمد بن سلمان آل سعود، أعرب الرئيس شي جين بينغ عن دعم الصين لـ"رؤية السعودية 2030" و"الشرق الأوسط الأخضر" وغيرهما من المبادرات التنموية الرئيسية، مشددا على أنه يجب على الجانبين تعزيز تنفيذ المواءمة بين البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية السعودية 2030."

تعد "رؤية السعودية 2030" مخططا طموحا. لتحقيق هذه الرؤية، تحتاج المملكة العربية السعودية إلى الكثير من إنشاءات البنية التحتية وتطوير صناعات الطاقة غير التقليدية، التي تمتاز بالكثير من القواسم المشتركة مع مبادرة "الحزام والطريق". في الوقت الحالي، من مصفاة يانبو إلى مشروع قولي للإيثيلين، ومن مجمع جازان الصناعي إلى مشروع البنية التحتية العامة للبحر الأحمر، ومن الجيل الخامس إلى الاستكشاف التعاوني للقمر، شهدت إستراتيجيات التطوير للجانبين مواءمة عميقة.

وأكد الرئيس شي جين بينغ خلال الزيارة على ضرورة توسيع نطاق التعاون في مجالات التجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة والتكنولوجيا العالية وأبحاث وتطوير الفضاء الجوي وغيرها، مما يضخ قوة دافعة في تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والسعودية. وأشار بعض المحللين إلى أنه إذا كانت "رؤية السعودية 2030" تمثل أحجية تركيبية كبيرة، فلا بد أن تكون العناصر الصينية قطعة لا غنى عنها.

تكمن صداقة البلدين في الترابط بين الشعبين. وكلما زادت التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين والمملكة العربية السعودية، كان أساس تنمية العلاقات الثنائية أقوى. في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمملكة العربية السعودية، توجد خريطة رسمها صيني قديم من تشانغآن إلى مكة، وهي أقدم خريطة من الصين إلى منطقة غربي آسيا. إن توارث الصداقة أساس جيد لتطوير العلاقات الصينية- السعودية. وتعتبر اللغة وسيلة معززة لتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب من مختلف الدول. في الوقت الحالي، ثمة أربع جامعات في المملكة العربية السعودية تقدم تخصصات اللغة الصينية، و8 مدارس ابتدائية وثانوية سعودية تقدم دورات اختيارية في اللغة الصينية. في الآونة الأخيرة، رد الرئيس شي جين بينغ على رسالة من ممثلي دارسي اللغة الصينية في السعودية، وشجع الشباب السعودي على إجادة تعلم اللغة الصينية وتقديم مساهمات جديدة لتعزيز الصداقة الصينية- السعودية والصداقة الصينية- العربية.

نحن على ثقة بأن تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية سيجلب مستقبلا أفضل لشعبي البلدين وسيساهم بشكل أكبر في صون السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيز التنمية والازدهار في العالم.

 فرصة جديدة لتطوير العلاقات بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية

مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو المنظمة الإقليمية الأكثر ديناميكية في الشرق الأوسط، ويضم في عضويته السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان والبحرين. إن العلاقة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي قديمة جدا، وقد أسس طريق الحرير القديم تاريخا من التبادلات الودية بين الجانبين لما يقرب من ألفي عام. في الوقت نفسه، فإن العلاقة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي حديثة العهد، وقد أقام الجانب الصيني علاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه في عام 1981. وعلى مدار الـ41 عامًا الماضية، ظل التعاون بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية في طليعة التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط بفضل الثقة السياسية المتبادلة والتكامل الاقتصادي والترابط بين الشعبين. وخاصة في السنوات العشر الماضية، حقق التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي نتائج مثمرة. وحافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري للمجلس منذ سنوات عديدة، ووقعت الصين ودول المجلس الست على وثائق تعاون بشأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق".

في التاسع من ديسمبر عام 2022 بتوقيت السعودية، حضر الرئيس شي جين بينغ القمة الأولى بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي عقدت في الرياض، وألقى كلمة رئيسية. هذه القمة هي المرة الأولى التي يجتمع فيها قادة الصين ودول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة القضايا الرئيسية للتعاون بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية. قرر الجانبان إقامة وتعزيز الشراكة الإستراتيجية للعلاقات الصينية- الخليجية، الأمر الذي يعد من النتائج الأكثر رمزية لهذه القمة وفتح مرحلة جديدة من التعاون بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.

قال الرئيس شي جين بينغ في كلمته الرئيسية: "من المهم ونحن نقف عند مفترق طرق للتاريخ، أن نتوارث تقاليد الصداقة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي، ونثري المقومات الإستراتيجية للعلاقات الصينية- الخليجية في ضوء إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية بين الصين ومجلس التعاون الخليجي."

من أجل تعزيز تنمية الشراكة الإستراتيجية للعلاقات الصينية- الخليجية، طرح الرئيس شي جين بينغ أربعة مقترحات: لنكون شركاء لتعزيز التضامن، ولنكون شركاء للسعي وراء التنمية، ولنكون شركاء لتحصين الأمن، ولنكون شركاء للنهوض بالحضارة. لا تركز هذه المقترحات الأربعة على الثقة السياسية المتبادلة فحسب، وإنما أيضا تتابع عن كثب قضايا التنمية والأمن، وتشير إلى اتجاه تنمية العلاقات الصينية- الخليجية من منظور المساهمة في تقدم الحضارة الإنسانية.

من أجل تعزيز التعاون العملي بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، قال الرئيس شي جين بينغ إنه خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، ستعمل الصين على تضافر الجهود مع دول مجلس التعاون الخليجي في المجالات ذات الأولوية، كالآتي: بناء معادلة جديدة للتعاون الشامل الأبعاد في مجال الطاقة، ودفع تحقيق تقدم جديد للتعاون في مجال الاستثمار المالي، وتوسيع التعاون الابتكاري والتكنولوجي إلى مجالات جديدة، وتحقيق اختراقات جديدة للتعاون في مجال الفضاء، وخلق نقاط بارزة جديدة للتعاون في اللغة والثقافة.

لا تغطي هذه النقاط الخمس مجالات التعاون التقليدية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي فحسب، وإنما أيضا تعكس السمات الجديدة للتعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي في السنوات الأخيرة، وتثري الدلالة الإستراتيجية للعلاقات الصينية- الخليجية. ويجسد البيان المشترك للقمة مقترحات الصين المعنية. وتضمنت "خطة عمل الحوار الإستراتيجي الصيني- الخليجي 2023-2027" التي تم تبنيها في القمة تخطيطا محددا للتعاون الثنائي في مختلف المجالات.

آفاق أكثر إشراقا لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية

الوضع الدولي الحالي مضطرب، وهشاشة الاقتصاد العالمي أكثر بروزا، ولا سيما مشكلات الأمن الغذائي وأمن الطاقة. تواجه الصين والدول العربية ضغوط التحديات العالمية، ويتحملان مهمة تحقيق التنمية الوطنية والنهوض، ولديهما الرغبة في تعزيز التعاون. في ظل هذه الخلفية، يمكن القول إن انعقاد القمة الصينية- العربية الأولى جاء في الوقت المناسب.

إقامة تعاون شامل وتنمية مشتركة وشراكات إستراتيجية موجهة نحو المستقبل مع الدول العربية، وإقامة شراكات إستراتيجية شاملة أو شراكات إستراتيجية مع 12 دولة عربية، والتوقيع على وثائق تعاون بشأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع 21 دولة عربية وجامعة الدول العربية، إلخ... لقد حقق التعاون الصيني- العربي في السنوات العشر الماضية سلسلة من الإنجازات الرمزية والفارقة في مختلف المجالات.

في التاسع من ديسمبر عام 2022 بتوقيت السعودية، ألقى الرئيس شي جين بينغ كلمة رئيسية في الجلسة الافتتاحية للقمة الصينية- العربية الأولى التي عقدت في الرياض، حيث أكد على ضرورة توارث وتطوير روح الصداقة الصينية- العربية المتمثلة في "التضامن والتآزر والمساواة والمنفعة المتبادلة والشمول والاستفادة المتبادلة"، وبناء رابطة مصير مشترك أوثق بين الصين والدول العربية، وطرح "الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون البرغماتي الصيني- العربي.

أصدرت القمة ثلاث وثائق ختامية مهمة: ((بيان الرياض للقمة الصينية- العربية الأولى))، معلنا أن الجانبين الصيني والعربي اتفقا على بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد؛ و((الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين الصين والدول العربية))، الذي وضع خطط التعاون بين الجانبين في 18 مجالا بما في ذلك السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والقطاع المالي؛ و((وثيقة تعميق الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية من أجل السلام والتنمية))، التي تتضمن محتويات مهمة مثل تعميق الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية، والدعوة إلى التعددية، وتعزيز التعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وتعزيز بناء منتدى التعاون الصيني- العربي، إلخ.

لقد أصبحت هناك إرادة مشتركة وهدف مشترك وعمل مشترك للصين والدول العربية لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد.

كانت هذه القمة أول قمة مع قادة مجموعة الدول العربية بعد تأسيس الصين الجديدة. إن قرار القمة بالارتقاء بالعلاقات الصينية- العربية إلى مستوى جديد هو توارث للصداقة التقليدية وعمل رائد للمستقبل.

قال الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية للقمة الصينية- العربية الأولى: "إن هذه القمة التي تعد معلما فارقا في تاريخ العلاقات الصينية- العربية، ستقود الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية نحو مستقبل أجمل بكل تأكيد."

من أجل العمل يدا بيد على بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد، لم تقترح الصين أفكارًا فحسب، وإنما أيضا اقترحت خطط عمل.

"علينا التمسك بالاستقلالية وصون المصالح المشتركة"، و"علينا التركيز على التنمية الاقتصادية وتعزيز التعاون القائم على الكسب المشترك"، و"علينا حماية السلام الإقليمي وتحقيق الأمن المشترك"، و"علينا تعزيز التبادل الحضاري وزيادة التفاهم والثقة المتبادلة". تتماشى النقاط الأربع المذكورة التي طرحها الرئيس شي مع الاحتياجات العملية الصينية- العربية لتعزيز التعاون الشامل، وتشير إلى اتجاه العمل يدا بيد على بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد.

السلام والأمن من الاهتمامات البارزة للدول العربية. كصديق مخلص، لعبت الصين دائما دورا بناء من أجل السلام في الشرق الأوسط، ولا تسعى أبدا إلى أي مصلحة ذاتية جيوسياسية، ناهيك عن ملء ما يسمى بـ"فراغ السلطة". في هذه القمة، شدد الرئيس شي جين بينغ على أن الصين تدعم الدول العربية في استكشاف مسار التنمية بشكل مستقل بما يتناسب مع ظروفها الوطنية وأن تحمل بثبات مستقبلها ومصيرها بأيديها. وفيما يتعلق بقضية فلسطين، التي تعد جوهر قضية الشرق الأوسط، شدد الرئيس شي جين بينغ على أن المجتمع الدولي يجب أن يرسخ الإيمان بـ"حل الدولتين"، وستواصل الصين تقديم المساعدات الإنسانية لفلسطين ودعمها في تنفيذ المشروعات المتعلقة بتحسين معيشة الشعب.

يقول المثل العربي: "الكلمات أوراق، الأفعال هي الثمار." لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد، يجب على الجانبين اتخاذ إجراءات ملموسة. في هذه القمة، قال الرئيس شي جين بينغ إن الجانب الصيني حريص على العمل مع الجانب العربي على تنفيذ "الأعمال الثمانية المشتركة" خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة، هذه هي الخطوة الأولى في بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد وتنفيذ "الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين الصين والدول العربية".

وتغطي "الأعمال الثمانية المشتركة" المجالات الثمانية التالية، دعم التنمية، الأمن الغذائي، الصحة، التنمية الخضراء والابتكار، أمن الطاقة، الحوار بين الحضارات، تأهيل الشباب، الأمن والاستقرار. وهذا يدل على رغبة الصين الصادقة في التطور مع الدول العربية.

في مواجهة العصر الجديد، تحتاج الصين إلى الدول العربية، والدول العربية بحاجة إلى الصين أيضا. إن العمل يدا بيد لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد هو توارث صداقة طريق الحرير الممتدة لأكثر من ألفي عام.

في مواجهة الوضع الدولي الخطير، أظهرت زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى الشرق الأوسط مسؤولية زعيم الدولة الكبيرة، وقادت العالم إلى السعي إلى التعاون المربح للجميع والأمن المشترك، وضخت طاقة إيجابية في العالم المضطرب، وقدمت زخما جديدا لتعزيز الحوكمة العالمية.

توارث التاريخ لفتح المستقبل. إن عقد "القمم الثلاث" الناجح هو أفضل شهادة على العمل يدا بيد على بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد. وبتوجيه من المخطط الجديد، سيتم تعزيز العلاقات الصينية- العربية بالتأكيد، مما يعود بالفائدة على الشعبين بشكل أفضل، ويساهم بشكل أكبر في سلام وتنمية العالم.

--

كانغ كاي، معلق خاص لمجلة ((الصين اليوم)).

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4