عين صينية < الرئيسية

دبلوماسية الزعماء تسرع بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني- العربي

: مشاركة
2024-07-10 15:36:00 الصين اليوم:Source تشن يويه يانغ:Author

في الثلاثين من مايو عام 2024، عقدت في بكين الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني- العربي، التي تضمن بيانها الختامي ثلاث وثائق، هي: "إعلان بكين"، و"البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني- العربي 2024- 2026"، و"البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية".

الاجتماع الوزاري هو الاجتماع الأعلى مستوى في إطار منتدى التعاون الصيني- العربي ويعقد كل عامين في الصين أو الدول العربية. وهذا هو الاجتماع الوزاري الأول الذي يعقده المنتدى منذ القمة الصينية- العربية الأولى التي عقدت في عام 2022، ونشاط دبلوماسي مهم قامت به الصين تجاه العالم العربي، وله أهمية كبيرة لتعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني- العربي. ويصادف هذا العام أيضا الذكرى السنوية العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني- العربي، الذي أصبح أهم منصة للتعاون الجماعي بين الصين والدول العربية، ومحركا مهما لتعزيز تنمية العلاقات الصينية- العربية، و"ماركة ذهبية" للتعاون العملي الصيني- العربي.

الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية تحقق قفزة تنموية كبيرة

في كلمته بمراسم افتتاح الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري، أشار الرئيس شي جين بينغ بوضوح إلى أن العلاقات الصينية- العربية حققت قفزة تنموية كبيرة، وأعلن أن القمة الصينية- العربية الثانية المقبلة في عام 2026 ستكون علامة فارقة أخرى في العلاقات الصينية- العربية. ووصف الرئيس شي العلاقات الصينية- العربية بأنها معيار للمحافظة على السلام والاستقرار العالميين، ونموذج للتعاون العالي الجودة في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، ونموذج للتعايش المتناغم بين الحضارات المختلفة، ومثال لاستكشاف الطريق الصحيح للحوكمة العالمية. وأوضح الرئيس شي بجلاء أولويات الجانبين في المجالات الأربعة المذكورة أعلاه في المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني- العربي يدل على التطلع المشترك للجانبين لفتح عصر جديد من العلاقات الصينية- العربية وخلق عالم أفضل ومستقبل جديد.

في السنوات الأخيرة، أكد الرئيس في مناسبات عديدة أن العلاقات الصينية- العربية تمر حاليا بأفضل فترة في التاريخ. منذ عام 2004، حققت العلاقات الصينية- العربية "قفزة ثلاثية" من "الشراكة" إلى "التعاون الإستراتيجي" ثم إلى "الشراكة الإستراتيجية". في بداية إنشاء المنتدى في عام 2004، توصلت الصين والدول العربية إلى اتفاق بشأن إقامة "نمط جديد من الشراكة القائمة على المساواة والتعاون الشامل". وفي عام 2010، في الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني- العربي أقامت الصين والدول العربية "علاقات التعاون الإستراتيجي القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة". وفي عام 2018، في الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني- العربي، اتفق الجانبان على الارتقاء بالعلاقات بين الجانبين إلى "علاقات الشراكة الإستراتيجية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة لمستقبل أفضل."

ويعد العالم العربي أكثر منطقة أقامت معها الصين شراكة إستراتيجية، إذ أقامت شراكات إستراتيجية شاملة أو شراكة إستراتيجية مع 16 دولة عربية وجامعة الدول العربية، ومن بينها إقامة شراكة إستراتيجية شاملة بين الصين والبحرين وشراكة إستراتيجية بين الصين وتونس، وهو التوافق الذي تم التوصل إليه خلال دورة الاجتماع الوزاري هذا العام عندما زار زعيما البلدين الصين في نفس الوقت واجتمعا مع الرئيس شي. بالإضافة إلى ذلك، يتزامن هذا العام مع الذكرى السنوية العاشرة لإقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر، وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شي جين بينغ هذا العام "عام الشراكة الصينية- المصرية" خلال زيارة الرئيس السيسي للصين، لدعم وتعزيز تنمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

العلاقات الصينية- العربية تشهد أفضل فترة في التاريخ

إن بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هو "التصميم الرفيع المستوى" في أفكار شي جين بينغ حول العمل الدبلوماسي. منذ عام 2014، عندما اقترح الرئيس شي لأول مرة "بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني- العربي" في خطابه بمراسم افتتاح الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني- العربي، بعد عشر سنوات من العمل المكثف من كلا الجانبين، قادت دبلوماسية الزعماء العلاقات الصينية- العربية إلى "الطريق السريع". في عام 2022، في القمة الصينية- العربية الأولى، وهي أكبر وأعلى حدث دبلوماسي تجاه العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، أعلنت الصين والدول العربية أنهما اتفقتا على بذل كل جهد ممكن لبناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني- العربي في العصر الجديد. في مايو عام 2024، اقترح الرئيس شي "بناء مجتمع المستقبل المشترك الرفيع المستوى بين الصين والدول العربية"، في رسالة تهنئة إلى الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة. وفي مراسم افتتاح الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني- العربي، اقترح الرئيس شي "تسريع وتيرة بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني- العربي".

واستعرض "إعلان بكين"، وهو أول وثيقة ختامية للاجتماع الوزاري، التوافق المهم للقمة الصينية- العربية الأولى والتقدم المحرز في تنفيذ نتائج القمة، وأوضح المسار العملي لتعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني- العربي، وأكد مجددا أن الصين والدول العربية ستواصلان دعم بعضهما البعض في القضايا ذات الاهتمام الجوهري، وتعميق التعاون العملي، وتوضيح المواقف المشتركة للجانبين بشأن التسوية السياسية للقضايا الإقليمية الساخنة والحوار بين الحضارات والحوكمة العالمية.

"دليل عمل" لبناء العلاقات الودية الصينية- العربية في المستقبل

تعتبر "الخمسة أنماط تعاون الرئيسية" "نسخة مطورة" من "الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون العملي بين الصين والدول العربية التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية للقمة الصينية- العربية الأولى في عام 2022، وهي أيضا "دليل عمل" طويل الأجل للتعاون بين الصين والدول العربية للمضي قدما نحو السنوات العشرين المقبلة. وفي ظل التغيرات الكبيرة التي لم نشهدها منذ قرن، يتعين علينا التخطيط للتعاون المستقبلي بين الصين والدول العربية من منظور تآزر إستراتيجيات التنمية، والنظر بشكل كامل في التوجه نحو نفس الاتجاه، ومواءمة إستراتيجيات التنمية، وخلق تعاون وتكامل جديدين من نقطة انطلاق أعلى. وتعد الوثيقة الختامية الثانية للاجتماع الوزاري، وهي "البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني- العربي 2024- 2026"، "دليل عمل" قصير الأجل لبناء علاقات الصداقة الصينية- العربية في العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، وستستخدم الصين والدول العربية هذا كدليل لتنفيذ تعاون متبادل المنفعة ومربح للجانبين.

إن الخصائص الأساسية للشراكة العالمية هي المساواة والثقة المتبادلة والتعاون، و"الجنوب العالمي" هو أحد اللاعبين الرئيسيين في بناء شراكة عالمية، وفي ظل دخول العالم فترة من الاضطراب والتغيير، وزيادة عدم الاستقرار وعدم اليقين، سيتولى "الجنوب العالمي" المزيد والمزيد من المسؤوليات ويلعب دورا متزايد الأهمية، ويعزز التنمية المطردة والطويلة الأجل للحوكمة العالمية بتعاون أكثر فعالية وواقعية. في الوقت الحاضر، تمضي الصين قدما في اتجاه بناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة، وهو عصر جديد بالنسبة للصين. بالنسبة للبلدان العربية، من القمة العربية الحادية والثلاثين في الجزائر إلى القمة العربية الثالثة والثلاثين في المنامة التي اختتمت للتو، بشر العالم العربي بعهد جديد من الاستقلال والتعددية والتوازن، ويسعى بنشاط إلى الاستقلال والوحدة وتحسين الذات في عملية التغيير. وفي الوقت الحاضر، ازداد بشكل كبير استعداد البلدان العربية لإصلاح نظام الحوكمة العالمية وتعزيز تنمية عالم متعدد الأقطاب، وهناك العديد من الخطابات المشتركة مع الصين في تعزيز صوت البلدان النامية وقوة صنع القرار في الحوكمة العالمية. وتشمل "الخمسة أنماط تعاون الرئيسية"، التنمية المدفوعة بالابتكار، والاستثمار والتمويل، والتعاون في مجال الطاقة، والمعاملة بالمثل الاقتصادية والتجارية، والتبادلات الشعبية، وكلها مجالات تعاون عملية للغاية. ويعزز "البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني- العربي 2024- 2026"، التعاون المتعدد الأطراف والثنائي في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتمويل والبنية التحتية والموارد والبيئة والتبادلات الشعبية والفضاء والتعليم والصحة. وهذا يدل تماما على أن الجانبين الصيني والعربي يمثلان الاقتصادات الناشئة، ولديهما درجة عالية من التوافق مع بعضهما البعض، وهما مؤيدان قويان ومدافعان ومعززان للتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف.

تشجيع التوصل إلى تسوية مبكرة لقضية فلسطين

"البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية" هو الوثيقة الختامية الثالثة للاجتماع الوزاري. ويبرهن "البيان" على الموقف الحازم والإجماع المهم للصين والدول العربية في تشجيع التوصل إلى تسوية مبكرة للقضية الفلسطينية، ويعرب عن قلق الصين والدول العربية العميق إزاء الأزمة الإنسانية الناجمة عن إطالة أمد الصراع في غزة. وتقف الصين مع الدول العربية في تسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية في وقت مبكر، وهو المعنى الصحيح لبناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني- العربي.

ما فتئت الصين تؤمن بأن شعوب الشرق الأوسط هي سادة الشرق الأوسط. ولم تتوقف جهود الصين الرامية إلى تعزيز السلام في الشرق الأوسط. واختلافا عن الدول الغربية ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية التي تقسم المعسكرات قسرا على أساس دبلوماسية القيم "الأحادية" وتزيد من مخاطر الاضطرابات العالمية، تتخذ الصين دائما موقف الإنصاف والعدالة باعتبارهما الحد الأدنى الأخلاقي الأساسي، وتعمل باستمرار على ضخ طاقة الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم مضطرب. في مارس عام 2023، استأنفت المملكة العربية السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية بوساطة الصين. إن السبب الذي يجعل الصين قادرة على لعب دور الضامن الأمني في "المصالحة السعودية- الإيرانية التاريخية" يستند بالضبط إلى الثقة والتوقعات الحقيقية للمملكة العربية السعودية وإيران تجاه الصين. في مايو عام 2024، أجرت حركة حماس وحركة فتح الفلسطينيتان مشاورات وحوارات صريحة حول المصالحة الفلسطينية الداخلية في بكين، مما يعكس أيضا دور الصين "المتوقع" و"الموثوق به" في الحوكمة الإقليمية والعالمية الحالية.

منذ معركة "طوفان الأقصى"، التزمت الصين دائما بـ"حل الدولتين"، وقدمت مقترحات في مناسبات عديدة، وعملت من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الأساسية المتمثلة في استقلال فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية. الصين هي العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن الدولي الذي اتخذ نفس الموقف مع الدول العربية في جميع عمليات التصويت على مشروعات القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي منذ بدء الجولة الحالية من الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

في الوقت الحاضر، الوضع الدولي مضطرب، والصراعات الإقليمية مستمرة، والعلاقات بين الدول الكبرى تواجه متغيرات مختلفة، ويواجه السلام والتنمية تحديات شديدة. لا يزال "فخ ثوسيديديس" يحتل السوق الرئيسية للفكر الغربي، ويتواصل تصاعد عقلية الحرب الباردة والأحادية، مما يؤدي إلى تآكل الثقة المتبادلة والتبادلات بين البلدان. وفي ظل هذه الظروف، فإن الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة لمستقبل أفضل ثمينة للغاية. الدول العربية شريكة طبيعية لنا بنفس التطلعات والاحتياجات والأهداف المتشابهة. وستعمل الصين مع الدول العربية لتعميق التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف ورفع صورة "الجنوب العالمي" بشكل مشترك. في بيئة دولية معقدة تعج بالفوضى والاضطراب، تعمل الصين والدول العربية معا لتعزيز التضامن والتعاون لضخ المزيد من طاقة الاستقرار والطاقة الإيجابية في العالم.

--

تشن يويه يانغ، أستاذة مساعدة في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، ونائبة الأمين العام لمجلس إدارة مركز الدراسات الصيني- العربي للإصلاح والتنمية.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4