عين صينية < الرئيسية

التعزيز المشترك للتحديث وبناء مجتمع مستقبل مشترك رفيع المستوى للصين وأفريقيا

: مشاركة
2024-10-14 17:59:00 :Source يانغ يوي شين:Author

عُقدت قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي في بكين، في الفترة من الرابع إلى السادس من سبتمبر 2024، بمشاركة قادة الصين ورؤساء دول وحكومات ووفود 53 دولة أفريقية ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي. موضوع القمة هو "التعزيز المشترك للتحديث وبناء مجتمع مستقبل مشترك رفيع المستوى للصين وأفريقيا". واعتمدت القمة ((إعلان بكين بشأن بناء مجتمع مستقبل مشترك للصين وأفريقيا في جميع الأحوال خلال العصر الجديد)) و((خطة عمل بكين 2025- 2027)). في السنوات الأخيرة، تطورت العلاقات الصينية- الأفريقية بسرعة، وحققت نتائج مثمرة في التبادلات السياسية والتعاون الاقتصادي والتجاري والتبادلات الإنسانية. اقترح الرئيس شي جين بينغ في خطابه أمام القمة أن تعمل الصين وأفريقيا معا لتعزيز "التحديثات الستة"، مما سيزيد من تعميق التواصل الإستراتيجي والتعاون العملي بين الصين وأفريقيا، ويضخ حيوية جديدة في تطوير العلاقات الصينية- الأفريقية، ويعزز بناء مجتمع مستقبل مشترك رفيع المستوى للصين وأفريقيا.

تعاون مثمر بين الصين وأفريقيا

الصين هي أكبر دولة نامية في العالم، وأفريقيا هي القارة التي تضم أكبر تجمع للدول النامية. العلاقات الودية بين الصين وأفريقيا لها تاريخ طويل. منذ إنشاء منتدى التعاون الصيني- الأفريقي في عام 2000، حققت العلاقات الصينية- الأفريقية قفزة في التنمية وحققت نتائج مثمرة في الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي والتجاري والتبادلات الإنسانية.

منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، قدم الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ مفهوم "الصدق والحق والود والإخلاص" و"الرؤية الصائبة للعدالة والمصلحة"، مما وفر أساسا مهما لتطوير العلاقات الودية والتعاون بين الصين وأفريقيا في العصر الجديد. منذ توليه رئاسة الصين، زار شي جين بينغ أفريقيا خمس مرات، وترأس ثلاث قمم لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي، بالإضافة إلى محادثاته العديدة مع القادة الأفارقة، واستقبل العديد من القادة الأفارقة لزيارة الصين، كمنصة مهمة للحوار الجماعي بين الصين وأفريقيا، أصبح منتدى التعاون الصيني- الأفريقي جسرا مهما بين الصين وأفريقيا لتعزيز الثقة المتبادلة وتعميق التعاون. يعقد المنتدى اجتماعا وزاريا بين الصين والدول الأفريقية كل ثلاث سنوات، ويصدر كل اجتماع وزاري "إعلانا مشتركا" و"خطة عمل"، وقد أطلقت الاجتماعات الوزارية الأربعة الأخيرة "عشر خطط رئيسية للتعاون" بين الصين وأفريقيا، و"ثمانية إجراءات رئيسية"، و"تسعة مشروعات"، و"عشرة إجراءات شراكة" على التوالي. وتشتمل مجالات التعاون على السياسة والاقتصاد والتعليم والأمن وغيرها. مع التوسع المستمر وتعميق التعاون الصيني- الأفريقي، تم إنشاء منتدى قيادة الشباب الصيني- الأفريقي ومنتدى مراكز الفكر الصينية- الأفريقية والمنتدى المدني الصيني- الأفريقي ومنتدى التعاون الإعلامي الصيني- الأفريقي والمنتديات الفرعية لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي.

بتوجيه من إستراتيجية التنمية المشتركة، ظلت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة خمس عشرة سنة متتالية. بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا 1ر282 مليار دولار أمريكي في عام 2023، بزيادة بلغت نسبتها 35% تقريبا عن عام 2013. الصين هي أكبر دولة نامية لها استثمارات في أفريقيا. بحلول نهاية عام 2023، تجاوز الحجم التراكمي للاستثمار الصيني المباشر في أفريقيا أربعين مليار دولار أمريكي، أي 5ر1 ضعف ما كان عليه في نهاية عام 2013. منذ عام 2013، شاركت الصين في بناء أكثر من ستة آلاف كيلومتر من السكك الحديدية وستة آلاف كيلومتر من الطرق السريعة في أفريقيا، وإضافة وتحديث حوالي مائة وخمسين ألف كيلومتر من شبكات الاتصالات الأساسية، واستثمرت في أكثر من ألف وستمائة مشروع صناعي وزراعي، وما يقرب من ثلاثمائة وأربعين مشروع تعدين. أفريقيا هي ثاني أكبر سوق خارجية للصين لتعاقدات الإنشاءات الهندسية. أبرمت الشركات الصينية عقود إنشاءات هندسية قيمتها أكثر من سبعمائة مليار دولار أمريكي وتجاوز حجم مبيعات الشركات أربعمائة مليار دولار أمريكي في أفريقيا. تم تنفيذ عدد من المشروعات النموذجية والمشروعات "الصغيرة ولكن النافعة" في مجالات النقل والطاقة والكهرباء والإسكان ومعيشة الشعب. شكلت الصين وأفريقيا شراكات مهمة مهمين للتصنيع والتحديث الزراعي وتدريب الأكفاء.

تولي الصين وأفريقيا أهمية للتبادلات الإنسانية. عبر "عشر خطط رئيسية للتعاون" و"ثمانية إجراءات رئيسية" و"تسعة مشروعات" و"عشرة إجراءات شراكة"، تعد التبادلات الإنسانية عناصر مهمة للتعاون الصيني- الأفريقي في العصر الجديد. حققت الصين وأفريقيا تقدما ملحوظا في التبادلات في التعليم العالي والرعاية الصحية والتعليم المهني ومراكز الفكر واللغة وغيرها من المجالات. فيما يتعلق بالتعليم المهني، قامت الصين ببناء 17 ورشة عمل لو بان في 15 دولة أفريقية، بما فيها جنوب أفريقيا وكينيا، مما يوفر فرصا قيمة للشباب المحليين لإتقان المهارات المهنية والحصول على فرص عمل. وبحلول نهاية عام 2023، كانت 19 دولة أفريقية قد أدرجت اللغة الصينية في أنظمتها التعليمية الوطنية، وأنشأت 47 دولة 77 معهد وفصل كونفوشيوس. بحلول نهاية مارس 2024، كانت الصين قد أرسلت 25000 فرد/ مرة في المجال الطبي إلى أفريقيا وعالجت هناك حوالي 230 مليون فرد/ مرة. في منتدى مراكز الفكر الصينية- الأفريقية الذي عقد في مارس 2024، نشر باحثون صينيون وباحثون من خمسين دولة أفريقية بشكل مشترك "إجماع دار السلام الصيني- الأفريقي" لمناقشة المشكلات والتحديات الرئيسية التي تواجه العالم اليوم بعمق واقتراح حلول مشتركة. وقد أسفرت التبادلات الإنسانية بين الصين وأفريقيا عن نتائج مثمرة وأرست أساسا متينا للرأي العام من أجل البناء المشترك لمجتمع مستقبل مشترك رفيع المستوى لللصين وأفريقيا.

تكاتُف الصين وأفريقيا لتعزيز "التحديثات الستة"

في كلمته في حفل افتتاح قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي، اقترح الرئيس شي جين بينغ أن تعمل الصين وأفريقيا معا لتعزيز "التحديثات الستة"، وهي التحديث العادل والمعقول، والتحديث المفتوح والمربح للجميع، وتحديث يضع الشعب في المقام الأول، والتحديث التعددي والمتسامح، والتحديث الصديق للبيئة، والتحديث القائم على السلام والأمن. لا تستجيب هذه الجوانب الستة للتحديث لحاجة أفريقيا الملحة حاليا للتحديث ورؤية التنمية فحسب، وإنما أيضا ترتبط ارتباطا وثيقا بالخصائص الخمس لـ"التحديث الصيني النمط"، وتكمل محتوى المبادرات العالمية الرئيسية الثلاث التي اقترحتها الحكومة الصينية، وهي "مبادرة التنمية العالمية" و"مبادرة الأمن العالمي" و"مبادرة الحضارة العالمية".

جنبا إلى جنب لتعزيز التحديث العادل والمعقول. لتعزيز تحديث البلاد، لا ينبغي أن نتبع القواعد العامة للتحديث فحسب، وإنما أيضا أن نتوافق مع واقع بلادنا. لقد عانت كل من الصين والدول الأفريقية من العدوان الاستعماري من الغرب، وتواجه حاليا جملة من المهام التنموية والمساعي الدبلوماسية المتشابهة. كلاهما يعارض الهيمنة والبلطجة التي لا تزال موجودة في العلاقات الدولية. يستكشف الجانبان باحترام وبشكل مستقل مسارات التنمية بما يتماشى مع الظروف الوطنية، ويدعمان بعضهما البعض في القضايا التي تنطوي على المصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لكل منهما، ويعملان معا في الشؤون الدولية والإقليمية لحماية المصالح المشتركة والحقوق والمصالح المشروعة للبلدان النامية مثل الصين ودول أفريقيا.

جنبا إلى جنب لتعزيز التحديث المفتوح والمربح للجميع. التعاون المتبادل المنفعة هو طريق مشمس يلبي المصالح الأساسية الطويلة الأجل لجميع البلدان. إن التعاون الصيني- الأفريقي ليس مغلقا أو حصريا على الإطلاق، وليس ضد أي طرف ثالث، ولا تنظر الصين أبدا إلى أفريقيا على أنها "مجال نفوذ لها". في كلمته بحفل افتتاح قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي، أشار شي جين بينغ إلى أن الصين مستعدة لأخذ زمام المبادرة لتوسيع فتح السوق من جانب واحد، ومنح جميع الدول الأقل نموا التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين، ومن بينها ثلاث وثلاثون دولة في أفريقيا، معاملة بدون رسوم جمركية تغطي نسبة 100% من بنود التعريفة الجمركية، وهي بذلك تكون أول دولة نامية كبيرة والاقتصاد الرئيسي الوحيد في العالم الذي يتخذ هذا الإجراء.

جنبا إلى جنب لتعزيز التحديث الذي يضع الشعب في المقام الأول. إن تحقيق التنمية الحرة والشاملة للبشر هو الهدف النهائي للتحديث. يبلغ عدد سكان الصين وأفريقيا 8ر2 مليار نسمة، أي ثلث سكان العالم. تصر الصين على وضع مصالح الشعبين الصيني والأفريقي في المقام الأول، وتعزيز التعاون من أجل رفاه الشعبين الصيني والأفريقي، وجعل ثمار التعاون تعود بالنفع على الشعبين الصيني والأفريقي. إن الجانب الصيني على استعداد للتعاون بنشاط مع الجانب الأفريقي في مجالات مثل تدريب الأكفاء والحد من الفقر والتوظيف، وذلك لتعزيز شعور الشعب بالكسب والسعادة والأمن في عملية التحديث، وتعزيز التحديث بشكل مشترك لصالح جميع الناس. أفريقيا قارة يمثل الشباب أكثر من 70% من سكانها، لكنها لا تزال تواجه نقصا في الأكفاء، لذلك يعد تعزيز تدريب الموارد البشرية في أفريقيا جزءا مهما من سد هذا النقص.

جنبا إلى جنب لتعزيز التحديث التعددي والمتسامح. إن تحقيق التطور المنسق للحضارة المادية والروحية هو السعي النبيل للتحديث. لذلك، فإن الصين مستعدة لتعزيز التبادلات الإنسانية مع الجانب الأفريقي، والدعوة إلى الاحترام المتبادل والتعايش المتسامح بين الحضارات المختلفة في عملية التحديث، والترويج المشترك لمبادرة الحضارة العالمية لإنتاج المزيد من الثمار. في "إجراءات الشراكة العشرة" المقترحة في القمة، ركزت "إجراءات شراكة التبادل الإنساني" مرة أخرى على تدريب الموارد البشرية في أفريقيا، وأشارت إلى استعداد الصين لمواصلة تعزيز "خطة التعليم المهني الأفريقي المستقبلي" مع الجانب الأفريقي، وبناء كلية هندسية وتقنية بشكل مشترك، وبناء عشر "ورش عمل لو بان". كما توفر الصين ستين ألف فرصة تدريب ودراسة للنساء والشباب الأفارقة. ويجري التنفيذ المشترك لـ"طريق الحرير الثقافي" الصيني- الأفريقي و"مبادرة التعاون في مجال الابتكار في البرامج الإذاعية والتلفزيونية والسمعية والبصرية".

جنبا إلى جنب لتعزيز التحديث الصديق للبيئة. التنمية الخضراء هي علامة مميزة للحداثة في العصر الجديد. أفريقيا معروفة بأنها "الرئة الأخيرة للأرض"، حيث أنها غنية بالغابات الاستوائية المطيرة ومجموعة واسعة من الموارد النباتية والحيوانية. يجب ألا تأتي التنمية على حساب تدمير هذه الموارد الطبيعية الثمينة. حققت الصين تقدما سريعا في تطوير الطاقة الجديدة والاقتصاد الأخضر في السنوات الأخيرة، وأصبحت مركبات الطاقة الجديدة وبطاريات الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية "الثلاثة الجديدة" لمنتجات التصدير الصينية، كما تحظى منتجات الطاقة الجديدة هذه بإعجاب متزايد من قبل الدول والشعوب الأفريقية. تتمتع تجربة الصين بقيمة مرجعية مهمة للتحول الأخضر والمنخفض الكربون للاقتصاد الأفريقي وإنشاء "محرك نمو أخضر".

جنبا إلى جنب لتعزيز التحديث القائم على السلام والأمن. لا يمكن فصل التحديث عن بيئة التنمية السلمية والمستقرة. التحديث الصيني النمط هو أيضا تحديث على طريق التنمية السلمية. في هذه القمة، أعربت الصين عن رغبتها في إقامة شراكة مع الجانب الأفريقي لتنفيذ مبادرة الأمن العالمي، وبناء منطقة عرض للتعاون في تنفيذ المبادرة، وتوفير مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات تقريبا حاليا) من المساعدات العسكرية للجانب الأفريقي، وتدريب 6000 من الأفراد العسكريين و1000 من أفراد إنفاذ القانون من الشرطة للجانب الأفريقي، ودعوة 500 ضابط شاب لزيارة الصين، والقيام بتدريبات ودوريات مشتركة للقوات المسلحة الصينية والأفريقية، وتنفيذ "عملية مساعدة أفريقيا على التخلص من خطر الألغام"، والمحافظة بشكل مشترك على سلامة الأفراد والمشروعات.

إن الصين، باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، والقارة الأفريقية التي تضم أكبر عدد من البلدان النامية، بحاجة إلى تعزيز التضامن أكثر من أي وقت مضى. يوفر التحديث الصيني النمط طريقا للتحديث للدول النامية ومنها دول أفريقيا. ستعمل الصين وأفريقيا معا لتعزيز "التحديثات الستة"، وكتابة فصل جديد لتضامن وتعاون "الجنوب العالمي"، وإعلاء صوت "الجنوب العالمي"، وتعزيز سلام العالم وأمنه وازدهاره وتقدمه.

--

 

يانغ يوي شين، باحث مساعد في معهد الدراسات الأفريقية بجامعة تشجيانغ للمعلمين.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4