عين صينية < الرئيسية

المؤتمر الوزاري للحوار العالمي للحضارات يعيد صياغة إجماع عالمي جديد

: مشاركة
2025-08-13 16:02:00 الصين اليوم:Source شيا يوان يوان:Author

 استضافت بكين في العاشر والحادي عشر من يوليو 2025، المؤتمر الوزاري للحوار العالمي للحضارات، الذي عقد تحت عنوان "حماية تنوع الحضارات الإنسانية من أجل السلام والتنمية في العالم"، حيث تم التركيز على أهمية التنوع الثقافي والتعلم المتبادل في دفع التقدم البشري. شارك في المؤتمر أكثر من ستمائة ضيف من مائة وأربعين دولة ومنطقة، عبروا الجبال والبحار للالتقاء معا واستكشاف كيفية استخدام قوة الحوار الحضاري لضخ طاقة إيجابية في عالم مليء بعدم اليقين.

واتفق المشاركون عموما على أن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين بالإجماع قرار "اليوم الدولي للحوار بين الحضارات" الذي طرحته الصين مع دول أخرى، قد وضع أساسا مهما للتبادل الحضاري العالمي، معتبرين هذا المؤتمر الوزاري ممارسة مهمة لهذا الإجماع، وخطوة عميقة لوضع أسس للتعاون والفهم المتبادل بين الحضارات في المستقبل.

نبذ عقلية المجابهة.. الحوار الحضاري يرسي أسس السلام

قال رافائيل توجو، وزير خارجية كينيا السابق، في مقابلة صحفية: "يجب أن نتخلص من السردية العدائية القائمة على منطق 'نحن ضدهم'"، وأشار إلى أن تكرار النزاعات العالمية يعود جزئيا إلى التمسك بعقلية "أنا أرفض"، داعيا شعوب العالم إلى تبني عقلية أكثر انفتاحا والانتقال إلى منطق "أنا أحتضن". وقد لاقى هذا الرأي قبولا واسعا بين المشاركين، فقد قال بيير كاباريه، النائب السابق في البرلمان الفرنسي في مقابلة صحفية: "الحوار بين الحضارات ضمانة أساسية للسلام، والتبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات يسهمان في تخفيف التوترات وتعزيز السلام".

في مواجهة تصاعد النزعة الأحادية وسياسة القوة، أعرب جورج كاتروغالوس، وزير خارجية اليونان السابق، عن قلقه بالقول: "هذه الممارسات الأحادية التي تتعارض مع روح التعاون تشكل عائقا كبيرا أمام بناء علاقات دولية متناغمة." كما أكد عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق، أن على الدول اعتبار التنوع الحضاري محفزا للتعاون والتفاهم المتبادل وليس مصدرا للصراع، وقال: "نحن نقف عند مفترق طرق تاريخي، ويجب أن نستمد القوة من حكمة الأسلاف لصنع المستقبل."

مبادرة "الحضارة العالمية".. دفع عجلة السلام والتنمية في العالم

خلال مناقشة سبل بناء مستقبل أفضل، كانت مبادرة "الحضارة العالمية" التي طرحتها الصين محط أنظار الجميع. أشادت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة السابقة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بالمبادرة ووصفتها بأنها "رؤية لتعزيز السلام والوئام والتضامن العالمي، وهي هدية ثمينة للعالم ولليونسكو". وقالت: "أنا معجبة جدا بمبادرة 'الحضارة العالمية' التي طرحتها الصين. نحن نعيش في عالم واحد، حيث تتجلى التعددية الثقافية في كل مكان، وأنا مفتونة بتنوع الحضارات." وأوضحت أن جوهر المبادرة يكمن في احترام وتقدير هذا التنوع، وممارسته بشكل فعال في الحياة اليومية من خلال أدوات مثل الدبلوماسية الثقافية، لتعزيز الثقة المتبادلة وحماية التراث الإنساني المشترك.

من جانبه، رأى عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق، جدوى هذه المبادرة من خلال الممارسات الصينية نفسها. وقال للصحفيين: "دائما ما أقول إن الصين هي بلد كبير وعالم صغير، لأنها شاسعة المساحة وفي نفس الوقت تحتضن تعددية متناغمة. ثقافتها تقوم على الانسجام والثقة، مما يتيح لست وخمسين قومية التعايش في سلام." وأضاف: "منطق المبادرة واضح وعميق.. الثقة أساس السلام، والسلام يؤدي إلى التنمية، والتنمية تخلق الازدهار. لذلك، فإن مبادرة 'الحضارة العالمية' هي حجر الأساس لهذا الهرم بأكمله".

بدوره، أشاد جورج كاتروغالوس بالمبادرة، معتبرا أنها تكمل المبادرات الصينية الأخرى، وقال: "جوهرها يتمثل في المحافظة على النظام الدولي القائم على ميثاق الأمم المتحدة وعلى بيئة تجارية مفتوحة، وهو ما يتوافق مع القيم المشتركة التي يحترمها الغالبية العظمى من الناس."

التبادل والاستفادة المتبادلة والفوز المشترك.. يدا بيد نحو مستقبل ازدهار مشترك

الهدف النهائي للحوار هو العمل والفوز المشترك. تشارك الحضور الفوائد العملية الناتجة عن التبادل الحضاري واستعرضوا آفاق تعاون أوسع. قال نائب رئيس حركة الديمقراطيين الاجتماعيين في قبرص هارالامبوس خريستوذولو: "إقامة صداقات واسعة تجعل ثقافة بلادنا أكثر ثراء وتحقق مزيدا من الازدهار والتطور. رأيت مستقبلا أفضل بفضل العقلية المنفتحة للجميع." وأعرب عن أمله في نقل ما تعلمه وشعر به في الصين إلى قبرص، كما تمنى أن تقدم الحضارة القبرصية إلهاما للعالم.

باعتبارهما مهدين للحضارتين الشرقية والغربية، يعد التبادل بين الصين واليونان نموذجيا بشكل خاص. وقد أشار كاتروغالوس إلى أن منتدى الحضارات القديمة الذي أنشأه البلدان معا أصبح نموذجا لتعزيز الشمول الثقافي والتبادل المتكافئ.

وأشادت غلوريا إليزو، نائبة رئيس مجلس النواب الأسباني السابقة، بالتبادل الثقافي المستدام بين أسبانيا والصين، مشيرة إلى أن هاتين الحضارتين العريقتين، رغم بعدهما الجغرافي، تعمقان الفهم المتبادل من خلال التعاون الفني والروابط الإنسانية، مما يحمي الخصائص الوطنية ويعزز الشمول العالمي في آن واحد.

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

互联网新闻信息服务许可证10120240024 | 京ICP备10041721号-4