مضت عشر سنوات على طرح مبادرة "الحزام والطريق"، تم خلالها تنفيذ هذه المبادرة، وتحققت الرؤية. لذلك، ينبغي لنا أن نحتفل ونحتفي بالذكرى السنوية العاشرة لطرح المبادرة، ولكنني أدعو إلى أن نتأمل فيها.

يربط بين الصين والدول العربية تاريخ طويل من التبادلات. وبرغم أن آلاف الأميال تفصل بين الحضارتين الصينية والعربية، فقد عرفت كل منهما الأخرى وجرت بينهما تبادلات عميقة جعلتهما من الشركاء المهمين والرئيسيين المؤسسين لحضارات طريق الحرير القديمة.

في الرابع عشر من مايو عام 2017، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في الكلمة الرئيسية بمراسم افتتاح منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، المفهوم الجديد للتنمية الخضراء، لتعزيز التعاون لحماية البيئة وبناء الحضارة الإيكولوجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، واقترح إنشاء التحالف الدولي للتنمية الخضراء لمبادرة "الحزام والطريق".

قبل عشر سنوات، تطوّر ما بدأ كحلم للحكومة الصينية في مختلف أنحاء العالم، ليصبح حافزا رئيسيا لخلق فرص العمل والقضاء على الفقر، ولتعزيز النمو الاقتصادي وزيادة فرصه.

يصادف عام 2023 الذكرى السنوية العاشرة لطرح مبادرة "الحزام والطريق". واستنادا إلى مبادئ التشاور والتشارك والتنافع، أصبحت هذه المبادرة آلية فعالة للصين ودول أخرى في العالم لتحقيق الترابط والتواصل في السياسات والمرافق والتجارة ورأس المال وتفاهم الشعوب.

أمريكا اللاتينية، بصفتها امتدادا طبيعيا لـ"الحزام والطريق"، ليست فقط شاهدة على بناء "الحزام والطريق"، وإنما أيضا مشاركة ومساهمة في بنائه. خلال السنوات العشر الماضية، وفي إطار "الحزام والطريق"، تعمق وارتقى التعاون بين الصين ودول أمريكا اللاتينية، وقد أضحى مفهوم "الروابط الخمس" جسر صداقة، لتقريب وتوطيد العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية.

في مقاطعة تشجيانغ الساحلية، بجنوب شرقي الصين، يجري منذ عشرين عاما تنفيذ مشروع "ألف قرية نموذجية، وترميم عشرة آلاف قرية" (المشار إليه فيما بعد اختصارا باسم "مشروع آلاف القرى")، الذي يتخذ من المعالجة البيئية نقطة الانطلاق، فكان نقطة التحول للتنمية الريفية في هذه المقاطعة التي تبلغ مساحتها 5ر105 آلاف كيلومتر مربع، وغير مصير عدد لا يحصى من القرى، وأثر بعمق على مستقبل المناطق الريفية في الصين.

تقع منطقة قويان هواشيانغ في حي لياندو بمدينة ليشوي في مقاطعة تشجيانغ، في أجمل جزء لنهر أوجيانغ الذي يمتد لمسافة 400 كيلومتر، وتقسم مياه النهر منطقة قويان هواشيانغ إلى جزئين، ويقصد بـ"قويان" قرية يانتو على الضفة الشمالية وفيها القناة القديمة التي يعود تاريخها لآلاف السنين وشجرة الكافور القديمة، ويقصد بـ"هواشيانغ" بلدة داقانغتو المفعمة بالأجواء الفنية لمدرسة باربيزون للرسم الزيتي على الضفة الجنوبية، وهما يقعان بجانبي النهر الذي تمخر فيه قوارب النزهة المزخرفة عباب الماء.

في الثالث من يوليو عام 2023، توجه تشو هونغ وي، أمين فرع الحزب الشيوعي الصيني بقرية هوانغنيدون في مدينة ليشوي التابعة لمقاطعة تشجيانغ، إلى بيت القروي تشو ون بينغ لطلب رأيه ورأي زوجته حول تركيب مصابيح الشارع وتحسين نظام إمداد المياه في القرية، ثم تابع طريقه إلى بيوت آخرين من أهل القرية.

في قرية تشنجيابو التابعة لبلدة سيدو في محافظة سونغيانغ بمدينة ليشوي في مقاطعة تشجيانغ، ترى أزقة قديمة وسلالم حجرية ومئات البيوت المبنية بالقرميد الأخضر والطين الأصفر، وفقا لمنحدرات الجبال.

في محافظة تشينغتيان بجنوب شرقي مقاطعة تشجيانغ، كثير من الجبال وقليل من الأراضي المستوية، فتبدو أنها "ضعيفة خلقيا" في تنمية الزراعة. وربما لهذا السبب، استكشف الأجداد هنا منذ أكثر من 1300 عام مجموعة من تقنيات تربية الأسماك في حقول الأرز.

كل صباح، يمشي هونغ قوه قوانغ على ضفة النهر القريب من قريته ليتفقد بدقة أحوال صرف المياه المستعملة في مجرى النهر والقمامة التي قد توجد على الضفة والأشياء العائمة على سطح الماء.

قدم الرئيس شي جين بينغ مشروع "النهضة الخضراء للمناطق الريفية في مقاطعة تشجيانغ" في عام 2003، خلال فترة عمله هناك، ووضع خطة العمل والترتيبات والإرشادات لتنفيذ هذا المشروع بكل دقة. يعتبر هذا المشروع قرارا مهما لتحقيق "التحديث الصيني النمط".

في أغسطس عام 2005، جاء شي جين بينغ، الذي كان أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة تشجيانغ حينذاك، إلى محافظة آنجي بمدينة هوتشو، على بعد ساعة بالسيارة من مدينة هانغتشو.